يدرك المتابع للرياضة السعودية خلال الأشهر الماضية حجم العمل الكبير لهيئة الرياضة، والقفزات الهائلة التي حققتها رياضتنا على كافة الأصعدة، مما جعل العالم يتحدث عن المملكة وتطورها رياضياً، إلى درجة أن وسائل الإعلام العالمية بات تردد اسم "السعودية" باستمرار في مواضع عدة، سواء بتسليط الأضواء على حجم عمل المسؤولين لقيادتها نحو مكانة مرموقة، واستقطاب نجوم عالميين لأنديتنا، أو من خلال المناسبات والأحداث الرياضية التي تنظمها وتستضيفها المملكة بين فترة وأخرى. ورغم تعرضه لأزمات صحية متتابعة، إلا أن رجل الرياضة الأول المستشار تركي آل الشيخ كان يقف على عمل المنظومة الرياضية لحظة بلحظة، متحاملاً على نفسه ومضحياً بصحته بهدف تحقيق التطلعات التي يطمح لها سمو ولي العهد الذي يقف بنفسه على ملف الرياضة السعودية وتطورها ونقلها للعالمية، وبرأيي أن الإنجاز الذي حققه منتخبنا الشاب عندما صعد إلى منصة تتويجه بذهب كأس آسيا بعد غياب دام 26 عاماً عن البطولة، وابتعاد لمنتخباتنا السعودية عن منصات التتويج الخارجية قرابة 22 عاماً، يعتبر الإنجاز أقل هدية قدمها أبطالنا الصغار عمراً والكبار عزيمة وإصراراً، للوطن ولقيادتنا ولعراب الرياضة السعودية، فمن الظلم الا تتوج مجهودات "ابا ناصر" بإنجاز من هذا النوع، وهو الأول لكرة القدم السعودية في عهده، ولن يكون الأخير باذن الله، فالعمل الذي نراه يبشر بإنجازات أخرى، لا أقول ذلك تزلفاً ولا مجاملة، إنما من باب الإنصاف. الوصول إلى قمة القارة الآسيوية أمر ليس بالسهل، لكن مثلما وصل شبابنا للذهب وأثبتوا بأننا "أسياد آسيا"، فالمنتخب الأول قادر على تكرار ذلك بعد أشهر في الإمارات، فاللاعبون الموجودون الآن نالوا دعماً كبيراً لم يحظى به أي جيل سابق، ويفترض أن يصيبهم تتويج منتخبنا الشاب بكأس آسيا بالغيرة، ويقاتلون من أجل زرع الفرحة في نفوسنا بلقب قاري. نحن أسياد آسيا، شاء من شاء وأبى من أبى، من له ماضٍ سيعود حتماً، وما أجملها من عودة عندما تكون بأجهزة فنية وإدارية "وطنية" خالصة، السعودية برهنت من جديد بأنها منبع الكفاءات والكوادر والمواهب، بلادنا نفخر به وبانتمائنا له، وعلى كافة الأصعدة لا نرضى إلا بأن نكون في المقدمة، قالها سمو ولي العهد بأن الشعب السعودي العظيم همته مثل "جبال طويق"، والأحداث من فترة للثانية تثبت للعالم صدق مقولته. شكراً خالد العطوي، شكراً لإدارة منتخبنا الشاب، وشكراً للاعبين الأبطال، بمجهوداتكم وإبداعاتكم بعد توفيق الله زرعتوا الفرحة في نفوس السعوديين بهذا الإنجاز الكبير، وأثبتم للجميع بأننا أسياد آسيا، هذه ليست النهاية؛ ففي كأس العالم ننتظر منكم الأجمل، أما اتحاد القدم، فأتمنى أن يعمل على ابتعاث لاعبي منتخبنا الشاب للاحتراف في الخارج وفق برنامج مدروس وتخطيط سليم مع الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة، لا نريد أن نخسر مواهبنا كما حدث في السابق، فاليوم كل الظروف مهيأة لصناعة جيل ذهبي يقود الكرة السعودية للمكانة التي تواكب الدعم الكبير الذي تحظى به من حكومتنا الرشيدة.