ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن يقوم بمثل هذه الزيارات التفقدية لأبناء شعبه في منطقة القصيم، فهم يحملون له كل مشاعر الإخلاص والإخاء، ويبادلونه الحب والوفاء، ويسيرون خلفه بكل عنفوان، مؤيدين ومباركين كل قراراته المصيرية وخطواته التصحيحية الهادفة إلى الارتقاء بمكانة المملكة العربية السعودية أرضاً وإنساناً، لكننا أيضاً نقول في الوقت ذاته إن هذه الزيارة ليست بالعادية أو العابرة، ولا بد أن نتوقف أمامها قليلا، فهي تحمل في طياتها كثيرا من الرسائل ذات الأهمية البالغة بين القائد والشعب بمختلف أطيافه وانتماءاته وشرائحه الفكرية والاجتماعية. ولعلنا نستذكر على عجالة هنا ما تحقق للمملكة من مكتسبات عظيمة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية خلال العام الأول من ولاية مقامه السامي، وتربعه على عرش المملكة في ظروف صعبة ومنعطفات خطيرة وتحديات كبيرة، تمر العديد من دول العالم وعلى وجه الخصوص المحيطة بنا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وقد استطاع بعون الله له ثم بحكمته وحنكته وخبرته الطويلة، تجازوها وتلافي مخاطرها، بل الإسهام بشكل فاعل في حل كثير من المشكلات والقضايا الساخنة على الساحتين الإقليمية والدولية، ناهيك عن تعزيز تلاحم أبناء الشعب السعودي؛ ليكونوا على قدر كبير من تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، والتحلي باليقظة التامة من الأخطار المحدقة بنا من كل حدب وصوب، والتعامل معها بروح معنوية عالية، تضع المصلحة العامة للوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية، ونحن هنا كمجتمع أعمال سنكون خير معين لتحقيق مزيد من المنجزات الوطنية. ولقد رأينا كيف ترك المقام السامي بصمة المملكة واضحة في مختلف المحافل الدولية، حتى باتت لنا كلمة مسموعة؛ بسبب سداد الرأي، وسلامة المنطق والعمل بمرونة كفريق واحد مع المجتمعات الإنسانية المتحضرة في حل النزاعات التي تتسبب في إراقة الدماء البريئة، وتجلب معها كل الويلات والفتن التي لا تبقي ولا تذر، ولنا في مناصرته لقضايا الشعوب العربية والإسلامية المستضعفة خير دليل على ذلك؛ حيث لم يبخل عليهم في مد يد العون والمساعدة للمحتاجين، وكان له سبق المبادرة في ذلك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، التي خففت من وطأة الجوع والمرض في عدد من الدول التي تعصف بها الصراعات الداخلية. * رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم