محافظة "شقراء" مقبلة على آفاق واسعة وأكثر خضرة ونشاطاً ونمواً وازدهاراً في شتى المجالات، هذا ما يمكن قوله وأيضاً الإيمان به في ظل الرؤية الجديدة للمملكة، والتي يحملها المحافظ الجديد ل"شقراء" عادل بن عبدالله البواردي ابنها وعاشقها والعارف بمكامن جمالها وعناصر رونقها الحضاري ومقوماتها الاقتصادية، ويحمل في سيرته العملية رصيداً من الخبرة يكفي ويفيض لخدمتها، بل والقفز بها إلى منطقة تنموية لافتة وكبيرة، فزياراته للجميع في فترة وجيزة تنبئ أن الرجل سيعمل ويعمل ويعمل بعد أن أجرى بنفسه مسحاً لمتطلبات كل المراكز في المحافظة، فلم ينتظر حتى تأتيه الاقتراحات والمتطلبات إلى مكتبه بل ذهب إليها في موقعها، وهذا ما سيصنع الفارق والتفاؤل في الفترة المقبلة للمحافظة وفي كل المجالات - إن شاء الله - بتفاعل الجميع. وتُعد البلديات وخدماتها من أهم الأمور المرتبطة مباشرةً بحياة السكان اليومية وراحتهم، وإظهار المدينة - أي مدينة - في رونق يضاهي ما وصلت إليه المدن العصرية وفق الحكومة الإلكترونية، في ظل الدعم الحكومي الكبير لركائز التنمية المستدامة والوقفة الصادقة من الأهالي ومؤازرتهم لكل ما من شأنه رقي وازدهار المنطقة، إلاّ أن بلدية "شقراء" مازالت تُغرّد خارج السرب، بل دخلت مرحلة من الترهل وبطء الحركة في ابتكار أفكار جديدة تتماشى مع المرحلة التي تعيشها تنموية المحافظة، فالمداخل الثلاثة ل"شقراء" ليست كافية من حيث التجهيزات المختلفة، لتشعرك بأنك تدخل مدينة حديثة ومهمة تاريخياً وثقافياً وحضارياً واقتصادياً ورياضياً، فلا يكفي لوحة صامتة، بل لابد من معانٍ أخرى في المداخل تشير إلى أنك تدخل مدينة عريقة من الوهلة الأولى، الأمر الذي يتطلب تحسين وتجميل مداخلها بالرصف والتشجير والإنارة والخدمات الضرورية على جانبي الطريق، وكذلك الاهتمام بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة من جبال وكثبان الرمل الحمراء لتصبح عامل جذب للزوار والمتنزهين. تأخر واضح الأمر الأكثر دهشة واستغراباً أن هناك "26 كم" لم ترصّف ولم تنرْ، بل تأخرت بلدية "شقراء" عن المدن الأخرى التي سبقتها في كثير من الخطوات في هذا الجانب، فالطريق بين "أثيثية" و"شقراء" بقي منه "13 كم" لم يرصف حتى الآن، بعد أن رصفت بلدية "مرات" المسافة بينها إلى وسط "أثيثية" مروراً ب"ثرمداء"، وأنهت مهمتها وواجبها تجاه الطرق من رصف وتشجير وإنارة كقيمة تنموية وتمدنية، كذلك أنجزت بلدية "القصب" ورصفت الطريق حتى مدخل "شقراء" الذي يبدأ بدوّار يصيبك ب"الدوّار"؛ لخطورته الأمنية، حيث تبنى كثيراً من الحوادث، وبقيت خمسة كيلو مترات من اللوحة المشكلة الترحيبية لبلدية "القصب" في المدخل الشرقي لم يصل إليها التطوير، وكأنها في منطقة خارج حدود تغطيتها واهتماماتها، علماً أن المدخل يزدحم بعابري الطريق من المتنزهين نحو "بحيرة الحمادة" في موسم الأمطار والتخييم والذي يمتد إلى أربعة أشهر، حيث يقصدها السياح من مختلف مناطق المملكة. علامات تعجب ويُصيب الدوّار الذي ينطلق منه الطريق إلى "أشيقر" المارة بالاستغراب، فلا النافورة الجمالية ترى، وهو ما يتطلب توسيع وتنظيم حركة السير؛ لما سببه من حوادث مميتة لعابريه، وتتفاجأ في منتصف الطريق إلى أشيقر مسافته "11 كم فقط" بوجود اثنين كيلو متر لم تُرصف أو تشجّر أو تُنر، وكأنها خارج نطاق المسوؤلية، أو أنها في منطقة مهجورة. علامات التعجب أمام هذا التقصير، إلا إذا كان مسؤولو بلدية "شقراء" لا يمرون من هذا الطريق ولا يسمعون عنه، أو أنها وضعت في اعتبارها مسؤولية بلدية "أشيقر" عن تلك الوصلة. المشكلة الكبرى تكمن في المدخل الغربي للمدينة مسافته "15 كم" يربط جامعة "شقراء" بوسط المدينة مروراً بمبنى المحافظة والجوازات والهلال الأحمر ونادي الوشم ومركز التنمية الاجتماعية للإناث بقي منه ستة كيلو مترات وضعها يدمي القلب ويبكي العين، وفي فوضى عارمة، فالموت يتربص بقائدي المركبات، فمن المسؤول عنها البلدية والجامعة أو إدارة الطرق بالمحافظة؟ هناك إشارات بسيطة تنبئك دوماً عن دور البلديات في المدن مثل هذه الكماليات التي يعتقد البعض أنها غير ضرورية إلاّ أنها تعكس دور وطموح البلدية في أي مدينة لتحقيق ما تتطلع إليه رؤية المملكة الطموحة للمستقبل. سوق المجلس وكلما مررت بجوار سوق المجلس المُرمم حديثاً بتبرع سخي من الجميح القابضة، ويحمل في جنباته تاريخاً موغلاً في القدم، حيث يعتبر من أقدم أسواق نجد الاقتصادية، وأكثرها حركة، خرج منه الكثير من كبار تجار المملكة، ليبرز السؤال: ما سبب تعثر المشروع بعد استلام البلدية للسوق لتشغيله من عامين أو أكثر؟ كذلك حديقة الملك فهد العامة لماذا لا تستثمر بقرار من المحافظ بعيداً عن ملفات "البيروقراطية" لتكون نواة للترفيه؟ أيضاً مسرح إدارة التعليم لماذا لا تقام فيه مسرحيات تثري الثقافة والفنون الجميلة لدى السكان وتدعم الحالة الترفيهية التي نعيشها؟ كذلك جمعية الثقافة والفنون يجب أن يكون لها فرع في المنطقة، فمثقفو المملكة و"شقراء" وما جاورها بصفة خاصة لن يتوانوا عن خدمة الحراك الثقافي والفني فيها. طريق يفتقد إلى الاهتمام دوّار يتطلب التوسيع والتنظيم Your browser does not support the video tag.