انتقل إلى رحمة الله الرائد الإعلامي عبدالله عمر خياط بعد رحلة حافلة بالإبداع والتألق في ميدان الصحافة استمرت لأكثر من ستة عقود شغل خلالها مناصب مختلفة. ولد خياط العام 1938م بمكة المكرمة، وبدأت علاقته بالصحف والمجلات العام 1961م بكتابة عمود يومي ومقال أسبوعي في صحف: البلاد، وعكاظ، والجزيرة، بجانب إسهاماته المتعددة في مجموعة الجرائد والمجلات السعودية والمجلة العربية، وتدرج في الوظائف خلال مسيرته الصحفية. ورأس خياط تحرير صحيفة عكاظ من رجب العام 1385ه حتى ذي الحجة العام 1390ه. وصدرت له سلسلةٌ من الكتب والدراسات تناولت بعضاً من قضايا المجتمعات العربية في «المدمن.. أنا»، «هيروين على الشفاه» ثم كتابه القيم «الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه». كما كتب «النزاهة الشامخة» عن سيرة فقيد الأدب العربي الأديب محمد عمر توفيق -رحمه الله-. وفي الجانب السياسي، أصدر كتابه «النصر.. نحن صنعناه» متعرضاً فيه لاعتداء صدام حسين على دولة الكويت، كما أصدر كتاب «الصحافة بين الأمس واليوم» والذي تابع فيه نشأة الصحافة ومراحل تطورها، كما تقلد الكثير من المسؤوليات الصحافية والثقافية. وقد نعاه محبوه الذين عاصروه خلال عمله الصحفي وتحدثوا عن دوره الكبير في المجال الصحفي، حيث قال الأستاذ هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ سابقاً: «أنا أعتبر الأستاذ عبدالله خياط -رحمه الله- هو صانع عكاظ الحقيقي، حيث جعل منها صحيفة ذات طابع مهني وقدم لنا الخبر والتحليل والتحقيق بصورة مختلفة وجديدة طبعاً مع بعض الإخوة والزملاء الذين شاركوه في تلك الفترة، وفي مقدمتهم الأستاذ عبدالله الجفري -رحمه الله- وما زلنا نذكر الصفحة الأخيرة التي كان يحررها عبدالله خياط شخصياً بما كانت تتسم به من أخبار تجمع بين الطرافة والإثارة أيضاً الصفحة السابعة التي كان يشرف عليها الأستاذ عبدالله الجفري -رحمهما الله-، في الحقيقة الرجلان كانا خسارة للصحافة السعودية وللوطن العربي؛ لأنهما وضعا أساساً لهذه المهنة في مرحلة من المراحل وبالذات عبدالله خياط الذي أعطى الكلمة قيمة والصحافة الحس المهني، إلى أن أصبح رئيساً لتحريرها»، وأضاف هاشم: «الراحل بلا شك كبير بكل ما تعنيه الكلمة سواء كاتباً أو صحفياً أو مفكراً أو واجهة اجتماعية وبذلك هو خسارة ليس فقط للصحافة ولكن للوطن، وأنا كنت في زيارة له الأسبوع الماضي -رحمه الله- وكان الرجل في وضع صحي صعب ومع ذلك كان قوياً ويريد أن يقدم الكثير لصحيفة عكاظ ولكن الأجل كان أقرب وندعو الله أن يرحمه ويلهم ذويه الصبر والسلوان». فيما قال عضو مجلس عكاظ الأستاذ حسين شبكشي: «كانت تربطني بالأستاذ عبدالله خياط -رحمه الله- علاقة وطيدة خاصة وكانت له مواقف كثيرة خاصة معي وكان حريصاً على التواصل مع محرر المواد التاريخية لحرصه على أن تكون المعلومات دقيقة ونحن بفقده نفقد أحد رجال الإعلام بالمملكة الذي قدم الكثير». من جانبه قال وليد قطان مدير عام جريدة عكاظ رئيس مجلس المؤسسات الصحفية قائلاً: «رحم الله الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عبدالله خياط رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، كان أحد البناة الكبار لجريدة عكاظ حيث كان مدير تحريرها في العام الأول لتأسيسها إلى أن تولى رئاسة تحريرها». هاشم عبده هاشم حسين شبكشي وليد قطان Your browser does not support the video tag.