نثق تماماً في قيادتنا وأجهزتنا العدلية وقضائنا المستقل وهذه حقيقة ثابتة لا يمكن تجاوزها أو الابتعاد عنها.. والتحقيقات التي أجرتها المملكة والأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فيما يتعلق بقضية المواطن السعودي جمال خاشقجي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الشفافية التي تعاملت بها القيادة السعودية مع هذه المأساة الإنسانية المؤلمة. إن الحوادث تقع في كل مكان وزمان، والأجهزة الأمنية ليست معصومة عن الأخطاء البشرية، وفي الحروب نسمع عن ضحايا النيران الصديقة، ومن يقرأ مذكرات الكثير من ضباط وقادة المخابرات الغرب يلحظ قصصاً كثيرة مشابهة. لا نبحث عن عذر أو تبرير لخطأ حصل أو جريمة وقعت، لكننا نؤكد أن قيادتنا الرشيدة تملك الشجاعة والشفافية ما جعلها تعلن عن تفاصيل ما حدث حتى قبل أن تعلن الحكومة التركية نتائج تحقيقاتها، كما أن الإجراءات الحاسمة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين بما فيها قرار تشكيل لجنة لإعادة تنظيم رئاسة الاستخبارات العامة وتحديد مهامها وضوابط عملها تؤكد جدية القيادة السعودية في وضع الأمور في نصابها. لقد باتت هذه القضية في يد القضاء السعودي العادل، وسيتم التعامل مع المتهمين بمقتضى الأنظمة، وستضع هذه الإجراءات نهاية لهذه القضية وما صاحبها من زخم إعلامي هائل، مما يعني عدم السماح لمن يصطادون في الماء العكر الاستمرار في استغلال هذه القضية وتسييسها بالشكل الذي يتماشى مع أجندتهم الخبيثة. فالقضية أصبحت أمام القضاء والمتهمون قيد التحقيق.. فماذا يُطلب من المملكة أكثر من ذلك؟ نعرف منذ البداية أن هناك أعداء كثيرين للمملكة عدّوا مأساة خاشقجي هدية هبطت عليهم من السماء، وهؤلاء لن يكفوا عن الصراخ والعويل طالما وجدوا من يستمع إليهم ولا يهمنا أمرهم كثيراً لأن أجندتهم معروفة ومفضوحة، فالأهم مخاطبة الرأي العام الدولي المحايد الذي يريد معرفة الحقيقة.. وقد قدمتها له المملكة كاملة بلا رتوش. Your browser does not support the video tag.