أزمات ومؤامرات كانت تستهدف المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، إلا أن الفشل كان حليفاً لتلك المحاولات بسبب سياسة ملوكها في إرساء العدل، وتطبيق أحكامه، وحفاظها على مواطنيها، وسلامتهم. ليلة أثبتت فيها المملكة شجاعتها، وقطعت كل الروايات، وأعلنت عن محاسبة كل من يرتكب أخطاء في حق بلاده، ومواطنيه، حيث أحالت 18 متهماً إلى التحقيق في وفاة المواطن جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا. وأكد عدد من المختصين أن الدولة السعودية قائمة على العدل منذ بداية تأسيسها، ولا تتوان عن تطبيق أحكامه، مشيرين إلى أن المملكة ستظل ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط. وأضافوا أن المملكة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة، منذ بداية اختفاء خاشقجي، وستطبق العدالة على كل المتورطين، وهو ما تم بالفعل عبر 6 أوامر وبيانات أعقبها توجيه ملكي بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها. وأوضحت المستشارة في التخطيط الاستراتيجي الدكتوره نوف بنت عبدالعزيز الغامدي، أن الأمر الملكي بهيكلة رئاسة الاستخبارات السعودية هو خطوة تتماشى مع رغبة الدولة بتحديث كل أجهزتها بما يتوافق مع المسؤوليات الكبرى المناطة بها. وأكدت أن الدولة قائمة على العدل منذ بداية تأسيسها، ولا تتوان عن تطبيق أحكامه. وزادت: "بالأدلة والبراهين تثبت المملكة العربية السعودية أنها الأكثر حرصاً ومسؤولية على أمن، وسلامة مواطنيها، ولا تتخلى عن حقوقهم مهما كانت المسببات سواء على أرضها، أو خارجها، ولقد تم إيقاف من اشتبه بهم وسيتم التحقيق معهم، وهنا يجب عدم استباق إطلاق الأحكام، ما زالت القضية في مرحلة الاشتباه، "مشيرة إلى أن النيابة العامة تمارس عملها، خصوصاً أننا نعيش في مملكة العدل التي تُحكم بكتاب الله وسنة نبيه. لم تكن قضية جمال خاشقجي هي الأولى أو الأخيرة في سلسلة فصول اهتمام القيادة بمواطنيها أينما كانوا حتى وإن ظل الطريق أيُّ من أبنائها مؤكدة أنها دولة قائمة على العدل منذ بداية تأسيسها، ولا تتوانى عن تطبيق أحكامه. وشددت على أن الأخطاء تحدث في كل دول العالم، وعلى كافة المستويات، والدول المتزنة تستطيع تصحيح تلك الأخطاء مهما بلغت. وقالت إن جمال خاشقجي -رحمه الله- مواطن سعودي وقد شددت الحكومة السعودية منذ بداية اختفائه أنها ستكشف الحقيقة، وستطبق العدالة على كل المتورطين، وهو ما تم بالفعل عبر ستة أوامر وبيانات أعقبها توجيه ملكي بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها. وأردفت قائلة: "اليوم، تؤكد وتثبت الدولة ما أكدته منذ بداية قضية اختفاء خاشقجي بأنها لن تتخلى عن متابعتها ومسؤوليتها عن مواطنيها، وها هو حاضر في بيانها اليوم، النيابة اضطلعت بدورها بتوجيه من الملك بفتح تحقيق حول قضية خاشقجي وأعلنت رسمياً عن إيقاف 18 سعودياً على ذمة التحقيق ولم تثبت إدانتهم من القضاء وبالتالي لا يمكن القفز على نتائج التحقيقات حتى تنتهي، حيث إن القضاء السعودي وحده هو المخول بإصدار الأحكام على الموقوفين، وليس من اللائق استباق الأحكام القضائية". وتابعت: "في السعودية لا أحد فوق القانون واقترابك من السلطة لا يعني أن تعتقد أنك محمي بل يعني أنك مسؤول عن كل تصرفاتك وانعكاساتها أكثر مما يجب". وقالت: "تعد رئاسة الاستخبارات العامة أحد الأجهزة الأمنية التي تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير الأمن والاستقرار، وتعمل على المحافظة على مكتسبات الوطن والمواطن داخل المملكة وخارجها". وأضافت أنها تعتبر تكويناً إدارياً له هيكل تنظيمي محدد، وله مجموعة أهداف وإستراتيجيات واضحة يسعى إلى تحقيقها وفق مبادئ وأسس ثابتة تتوافق في مضمونها، ومحتواها مع الثوابت التي تقوم عليها المملكة. ولفتت إلى أن أبرز التزاماتها هو البعد عن الميول والأهواء الشخصية، والالتزام بمبادئ التطوير المستمر، أيضاً الالتزام بالنهج المؤسسي في العمل، والتركيز على النوع لا الكم، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب. من جانبه، يقول الخبير السياسي والأكاديمي الدكتور أحمد الركبان، من الطبيعي أن تجدد الدول العربية، والإسلامية وقفتها مع المملكة في السراء والضراء، مشيراً إلى أن وقوف تلك الدول يعبّر عن محبتها للمملكة العربية السعودية كونها قبلة المسلمين ومأوى أفئدة الناس في الحج والعمرة. وقال إن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحظيان بتقدير عالٍ من الكثير من الدول ليؤكدان مكانة المملكة العالمية. وأكد أن المملكة أثبتت اليوم أنها قوية، وصارمة، ولا يمكن أن تقبل المساس بسياستها الداخلية، أو الخارجية، إضافة إلى أنها أتثبت مجددا بأنها لا تدخل في دهاليز الاغتيالات والتصفيات، كبعض من أوكلت لهم من قبل منظمات إرهابية زعزعت أمن المملكة. وقال إن المملكة أثبتت أمام العالم أنها لا يمكن أن تخضع لمثل هذه الضغوط، مشيداً بوقف الشعب السعودي مع قيادته، قائلاً: "ما إن بدأت الحملة قام جميع أفراد الشعب على يد رجل واحد". وأكد رئيس مجلس أمناء مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم الدكتور فهد آل خفير الشمراني، أن المملكة ستظل ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط، مشيراً إلى أن المملكة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة في موضوع المواطن جمال خاشقجي وأعلنت عن ذلك فور اكتمالها. وأضاف أن إعلان المملكة أن التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة قضية المواطن جمال خاشقجي جاءت لتؤكد عدالة، وحزم القيادة الرشيدة تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة كائناً من كان. ولفت إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تأتي استمراراً لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل. وشدد على أن قرار هيكلة رئاسة الاستخبارات السعودية هو خطوة تتماشى وتثبت رغبة المملكة بتحديث كل أجهزتها بما يتوافق مع المسؤوليات الكبرى المناطة بها. د. أحمد الركبان Your browser does not support the video tag.