يأخذك سحر – تغريداته – المتفردة بين كل الطيور فهو يختلف عن هديل الحمام.. الذي يشبه صوت "الدف" الذي يقوم مقام – الدم – أي الايقاع في الفرقة الموسيقية.. إن صوته وهو يغرد.. به من على أفنان "الفاغية" أو قشع "الفل"، وعرائش العنب في بساتين المدينةالمنورة الطيبة الذكر في ليالي الصيف له وقعه الخاص في اذن المستمع له.. كان ذلك.. النغري بجسمه الرشيق، وهو ينتقل بين أغصان الشجر يسحر سامعيه بصوته وهو يرفعه مغرداً فإذا كان صوت هديل الحمام كالدف فصوت النغري.. كأنه حالة .. كمان.. يعزف صاحبها من مقام "الصبا" في ذلك الصباح الباكر فتكتشف أن ذلك النغري قام بحالة فريدة من تصرفاته بأن عمد إلى أحد عناقيد العنب – فنقر – حبة عنب من ذلك العنقود، وفتح فيها فتحة بسيطة ثم قام بسدها بما أخذه من طين بمنقاره ليتركها لأيام ثم يأتي الى تلك "العنبة" ما غيرها، ويمص رحيقها.. ليصدح بتلك النغمات، في صفو منه.. لا بعده صفو، وترنيم ساحر جاذب.