لا أعرف ما أريد.. لم أحقق مطالبي ورغباتي.. إلخ من الشكاوى المتكررة عندما يعجز أحدنا عن طلب ما يريد أو تحقيق ذاته، وكما يبدو فإن التحليل المنطقي للصراع الذي يعيشه الشخص بين حاجاته المنطقية ومطالبه الحياتية يجعله يعيش حالة من الإجهاد النفسي والبدني بحيث يصل في النهاية إلى عدم القدرة والعجز عن تحقيق أهدافه وتحديدها ومن ثم عدم استطاعته الوصول إلى مستوى معقول من تحقيق ذاته الذي هو المطلب الحقيقي للبشر. الفرق بين الحاجات والمطالب الحياتية فرق في الدرجة.. فعندما نرسم خطاً مستقيماً فإننا يمكن أن نضع الحاجات في طرف الحظ والمطالب والرغبات في الطرف الآخر من الخطر.. إلا أننا عندما نتكلم عن الحاجات المنطقية فإننا نتحدث عن أهم ضروريات بقاء الجنس البشري كالحاجة للطعام والماء.. إلخ.. أما المطالب أو الرغبات من دون شك فأمور مهمة بالنسبة للفرد وعدم تحقيقها لا يهدد حياته وإنما يجعله في حالة من عدم الاستقرار والتوتر، ومن ثم فإن مسألة تحقيق التوازن بين الحاجات المشروعة أو المنطقية وبين المطالب والرغبات مطلب ضروري للوصول إلى مستوى جيد من تحقيق الذات، أما العجز عن تحقيق الهدف عندما نناقش مسألة عجز الفرد من تحقيق أو تحديد ما يريد أو بمعنى آخر تحديد أفكار ينطلق من خلالها ليحقق ذاته.. من منطلق أن نقص تقدير الذات لا يمكن الفرد من الوفاء باحتياجاته الضرورية، وبالتالي فإن الاحتياجات الأقل حيوية والرغبات تبدو له غير مهمة، وعندما تعود للبحث عن بعض الأسباب الرئيسة التي تحول دون تحقيق الفرد لأهدافه فإن ذلك يقودنا إلى إشكالية مهمة وهي مطالب المجتمع مقابل مطالب الفرد الخاصة، حيث نجد أن الفرد الذي يعاني من عدم الوفاء باحتياجاته وتحقيق مطالبه عادة ما يكون أسير مطالب الجماعة المحيطة به التي تمارس أشكالاً مختلفة من الضغوط سواء مباشرة أو غير مباشرة. المهم هنا أنه مع الوقت تتكون عند الفرد بعض العادات السلوكية الخاطئة سواء على مستوى الأفكار أو الأفعال التي تجعله أكثر تجاهلاً لآرائه ومعتقداته الخاصة به والتي عندما يرغب في إعادة تنظيم أوراقه أو تحقيق ذاته يجد نفسه عاجزاً أو مشوشاً لا سيما عندما يكون قد حاول أكثر من مرة ولم يحقق أي نجاح مما يجعله قد تعرض للمزيد من الإحباطات التي تظهر في شكل إجهاد نفسي وبدني.. وهو في ذلك الوقت يكون قد أصبح يعاني من تلك النتائج في شكل أعراض مرضية متعددة. Your browser does not support the video tag.