قدم الزميل تركي الدخيل محاضرة بعنوان "هل يقضي الإعلام الجديد على الإعلام التقليدي؟"، نظمها مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي في مجلس محمد خلف المزروعي في العاصمة الإماراتية "أبوظبي"، وأدار الحوار فيها الإعلامي حسين العامري، بحضور أصحاب المعالي والسعادة والمفكرين والإعلاميين، إلى جانب عدد من أهالي المنطقة ورواد المجلس من المثقفين والكتاب والشعراء. وتناول الدخيل، خلال المحاضرة، عدداً من المحاور والقضايا الإعلامية، متحدثاً عن التأثير المتبادل بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، والجمهور الجديد والمتابعين والمشاهدين.. من هم وما صفاتهم؟، والنمو المستمر لمستخدمي الشبكات الاجتماعية؟. وكيف يمكن للإعلاميين التعاطي معهم؟. وأشار الدخيل إلى أن وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، تنشر كماً هائلاً من المعلومات، والآراء، والأخبار والتقارير، في وقت الحدث وتصل إلى شرائح واسعة، وأن الفضائيات الإخبارية تلعب دوراً ملحوظاً في صناعة الرأي العام وتوجهاته السياسية، وأن الإعلام الرسمي هو المؤطر والصانع، متطرقاً إلى أن البانوراما الإعلامية - الجماهيرية هي ظاهرة فريدة يتطور من خلالها التفاعل مع الحدث أياً كانت حيثياته، وأن وسائل التواصل الاجتماعي في الفضاء السيبيري تتفاعل مع الحدث، على يد الفئات المجتمعية المتنوعة - غالباً الشباب - وتبرز معها التوجهات المتنوعة الثقافية، والاجتماعية. وأوضح الدخيل أن الصحافة الورقية مدرسة مهمة في صناعة الإعلامي المحترف والذي لا يمر بهذه المحطة المهمة لا يُجيد صناعة الإعلام "وجزء مما ينشر في السوشال ميديا وتحديداً في تويتر يندى له الجبين، وشيء مقزز ومقرف، ومستوى متدن أخلاقياً، وكأن المحتوي يكتب على جدران ظلامية". وحول النمو المستمر لمستخدمي الشبكات الاجتماعية، قال الدخيل: إن "فيسبوك" يتصدر الشبكات الاجتماعية بأكثر من 2.1 مليار مستخدم نشط، فيما وصل عدد مستخدمي تطبيق "واتس أب" النشطين إلى مليار ونصف، واستحوذ "إنستغرام" على مليار مستخدم نشط، وبلغ عدد المستخدمين النشطين لمنصات "تويتر" نحو 363 مليوناً، واستطاع "سناب شات" أن يحقق 255 مليون مستخدم نشط، وذلك بحسب رصد لموقع "ستاتيستا" في يوليو 2018. مشيراً إلى أن تعاطي الإعلاميين مع المستخدمين الجدد يكمن في صناعة المحتوى "سماع أصواتهم، وإعطائهم الفرصة"، الإعلان "مفروض أو اختياري"، ويجب التركيز على تعزيز الولاء المجتمعي وبثه في نفوسهم، والتوازن بين دقة الأخبار والفورية في توفيرها لهم، وفي المقابل عدم الاستهانة بهم. وفي ختام المحاضرة، قدم الإعلامي تركي الدخيل، موجزاً أشار فيه إلى أن التغير التقني يصاحبه تغير في المزاج العام وسلوكيات الفرد والجماعة، وأن هنالك تأثيراً مباشراً على أنماط التفكير والعادات والسلوك لدى جيل "الألفية"، وهو تغير ملحوظ، وإن جاء مفاجئاً وغريباً لدى البعض، وأن طرق التفكير والتلقي المختلفة لدى جيل "الألفية"، والتسارع التقني، يفرض على وسائل الإعلام التقليدي تحديات كبرى، في مسعاها لمواكبة طموح المتلقي الشاب وإرضائه. تركي الدخيل Your browser does not support the video tag.