في مسرحية جمال خاشقجي لن نحتاج إلى الكثير من الأدلة والبراهين والحقائق حول من هو مخرج تلك المسرحية الهزيلة، التي إن دلت فإنما تدل على بلادة مخرجها، وإن استماتت أدوات المخرج والمستفيد منها ومن يقف خلفها من أشخاص مرتزقة، وأذرعة ووسائل إعلام مأجورة بكل ما أوتوا من غباء وبلادة ويأس. منذ اللحظة الأولى لإعلان اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي بعد مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر وجميع الأخبار والسيناريوهات الهوليودية لما حصل له وزعمه مخرج المسرحية البليد من شائعات عن مصرع خاشقجي كانت تأتي من شخصية واحدة تزعم أنها خطيبته، ومهما كانت حقيقة أنها باحثة فعلاً في الشأن العُماني أو في شؤون جزر «الواق واق» فما كشفته بعض المعلومات أنها تعمل لصالح جهاز استخباراتي محدد وتصرح وتنشر ادعاءاتها المزعومة لصحيفة تركية محددة محسوبة على حزب العدالة والتنمية وتتلقفها الركبان من قناة الجزيرة ووسائل الإعلام القطرية أو الممولة من النظام القطري، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل - وللأسف - حتى وسائل الإعلام العالمية والرصينة باتت تستند في أخبارها على تلك الحسابات الوهمية والأخبار المزعومة التي كشف المغردون السعوديون زيفها وفبركتها للحقائق بهدف تجيير المسرحية المفتعلة لتحقيق مآرب سياسية ضد المملكة وفي انتهاك صارخ لمبادئ وأخلاقيات الصحافة والإعلام الرصين. وفيما أكد الكاتب الأميركي باتريك بول، المتخصص في شؤون الأمن القومي والإرهاب، أن السعودية تواجه قوى إقليمية ودولية تعمل على تضليل الإعلام وتزويده بمعلومات مغلوطة، كالمعلومات التي يعمل خالد صفوري، الذي يدّعي أنه أحد المقربين من الكاتب السعودي جمال خاشقجي، على نقلها لوسائل الإعلام بشأن اختفاء خاشقجي، الطرف الوحيد المغذي لتقارير وسائل الإعلام حول مسألة خاشقجي هو نفس المصدر الذي كان مرتبطاً بمؤامرة محاولة اغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز أي النظام القطري الإرهابي. ولأنه يقال: الصراخ يكون على قدر الألم، فالاستنفار والضجيج اللذان يصدران عن وسائل إعلام النظام القطري ومن يمولهم ليس سوى دليل قاطع على معرفة النظام القطري بقرب نهايته، فلذلك كانت حيلتهم الأخيرة البائسة ومبتغاهم بتوريط المملكة وإلباسها جريمة المسرحية التي هي منها براء، ولو كان لديهم أو لدى حلفائهم أي أدلة حقيقية تُدينها لما احتاجوا لكل ذلك الزعيق والصراخ والتغريدات والريالات المهدرة في جيوب مرتزقة، لا أفشل من مخرج مسرحية خاشقجي إلا ممثليها وهم..! Your browser does not support the video tag.