المتابع البسيط لظهور سمو ولي العهد الإعلامي وحواراته سيصل بكل موضوعية إلى نتيجة واحدة ألا وهي أن الشفافية والإجابات الواضحة سمتان رئيسيتان في جميع حوارته. فكل الأسئلة لديه لها إجابات حتى وإن كانت بعض هذه الإجابات تتطلب الابتعاد نسبياً عن لغة الدبلوماسيين والتي غالباً ما تترك الأسئلة بلا إجابات. ولعل من الأمور التي يمكن ملاحظتها أيضاً على ظهور سموه هو درجة الثقة العالية التي يتمتع بها، ومصدر هذه الثقة في تحليلي هو ثقته في المشروع الذي يحمل وكذلك في أدواته. الحوار الأخير مع بلومبيرغ أتى ليضع النقاط على الحروف حيال الكثير من القضايا التي أشبعت طرحاً من الإعلام الصديق والمعادي خلال الأشهر الماضية. ما يهمني شخصياً هو تعليق سموه العقلاني على سؤال أحد الصحفيين بخصوص تصريحات ترامب حيث وضح أن العلاقات السعودية الأميركية في أفضل حالتها، وأن هذا التماهي الواضح في الرؤى بين البلدين تجاه العديد من القضايا يجعل من المرحلة الحالية مرحلة استثنائية مقارنة بالثماني السنوات السابقة بإدارة أوباما، ومشروعات كلينتون والتي كانت السعودية عائقاً باتجاه إنجاحها، فالعمل المشترك بين البلدين في تحجيم الدور الإيراني ومحاربة الإرهاب يمثلان أولوية سعودية حتى وإن صاحب ذلك تصريحات شعبوية هدفها انتخابي من الدرجة الأولى كما هو الحال مع تصريح ترامب الأخير. أخيراً، يحسب لسموه أن خطابه موجه للخارج والداخل على حد سواء، فليس هناك إزدواجية كما هو الحال في بعض الدول، حيث إن الخطاب الموجه إلى الداخل يتناقض مع ما يطرح على الصعيد الدولي. Your browser does not support the video tag.