أقام جاليري طوى احتفاليته الرابعة منذ تأسيسه، وذلك لتدشين أولى طبعات كتب عام 2011 بحضور جمع من الكتاب والمثقفين، وشمل اللقاء الذي أقيم بالرياض الخميس الماضي تدشين أكثر من ثلاثين إصدارا تنوعت في موضوعاتها بين الفكر والفلسفة والأدب والترجمات الأدبية الجديدة. ووقع الزميل الكاتب شتيوي الغيثي نسخا من كتابه الصادر حديثا عن طوى للثقافة والنشر والإعلام "قشرة الحضارة.. إشكالات الثقافة السعودية وتحولاتها". وقال الغيثي: "إن الكتاب يطرح الأسئلة أكثر من كونه طرحا للإجابات في الوقع الفكري السعودي، ويبحث في الإشكاليات التي مرت على مجتمعنا السعودي، ويقرأ التحولات الفكرية من منظور نقدي، لأنه برأينا لا يزال المجتمع في مرحلة من مراحل النمو، مما يجعل تلك الإشكاليات من النوع الذي يحتاج إلى تأصيل، كونها تدور في الإطار الجدلي أكثر منها في الإطار التحليلي أو النقدي"، مركزا على أن الخطاب الديني استطاع فرض رؤاه في الكثير من التقاطعات الفكرية والمؤسسات الرسمية والاجتماعية إلا أن العقد الأخير دفع بعض التحولات المتسارعة إلى الظهور، وتغيرت خطابات عدة من داخل الخطاب الديني من حالة الانغلاق إلى حال الانفتاح، وعاد صوت الانفتاح من جديد وطرح نقدا حادا للعديد من الأمور ودفع الحكومة إلى تبني خطاب الإصلاح، وتعزيز قيم التسامح والوطنية أكثر من ذي قبل، من هنا كانت المفاهيم الكثيرة مطروحة على الساحة والحوارات الفكرية في المنتديات الخاصة والعامة والإلكترونية على أشدها، والصدامات الثقافية كانت كبيرة إلى درجة الاتهامات المتبادلة من أجل التصفية الفكرية أحيانا أو تقويض الخطاب المضاد. هذه الأشياء جعلت المفاهيم الفكرية في فوضى عارمة والآراء تختلف أكثر مما تتفق. وتابع الغيثي: كانت مفاهيم من قبيل الوطنية والاختلاف والوسطية والليبرالية والخطاب، والاعتدال، والتشدد، والتنوير، والعلمانية، والتغريب، والحداثة وما بعد الحداثة والعولمة والاتجاه الفلسفي النقدي وغيرها تدور في الساحة الفكرية من غير أن تكون هناك محددات مفاهيمية الكل يدلي برأيه ما بين مؤيد ومعارض وواقف في منطقة الحياد بل استخدمت بعض المفاهيم لدحض الفكر الجديد وتقويض بنائه الفكري داخل المجتمع. وخلص إلى أن تبني خطاب الدولة للإصلاح شجع على ظهور مثل تلك التيارات وحواراتها أو تصارعها المتوالد على قضايا قد تكون هامشية أحيانا في غياب قضايا أشمل مثل الحرية والعدالة والمساواة وحقوق والفساد والإصلاح الديني وغيرها، والتي جعلت من بعض الشعوب سيدة العالم في هذا العصر. من جهته، أكد الكاتب والناشر عادل حوشان أن هذا العام يشهد تغيرا نوعيا ملحوظا في الكتاب الثقافي والأدبي إذ قلّص الحضور الفكري الفلسفي والكتاب الموضوعي في حركة التأليف بالمشهد السعودي المساحة التي احتلتها الرواية السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة، ما يعطي تنوعا مهما في كامل المشهد بدلا من الاحتلال الذي مثله رواج الرواية وموجتها والإقبال الذي شهدته في السنوات الماضية.