ربط صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في رده على استفسارات فريق «بلومبيرغ» الذي أبدى اهتماما خاصاً لمعرفة خلفيات الصفقة المرتقبة لشركة «أرامكو» السعودية لشراء أغلبية حصص شركة «سابك» وإلى أين وصلت وما مستقبلها، الصفقة باكتتاب أرامكو، مشدداً بأن قرار أرامكو بالاستحواذ على حصة صندوق الاستثمارات العامة في سابك والبالغة 70 % يأتي تمهيداً لعملية طرح أرامكو للاكتتاب العام والتي لا يمكن طرحها إلا بعد إتمام الاستحواذ ومرور على الأقل سنة مالية كاملة قبل الطرح العام، متوقعاً سموه إتمام الصفقة في العام 2019، ما يعني ترقب الطرح العام بعد العام 2020. وجدد سموه بذلك نفي شائعات إلغاء الاكتتاب في حين رأى سموه بأن صندوق الاستثمارات العامة سوف يمول من قيمة صفقة «سابك» بحوالي 70 إلى 80 مليار دولار وفي أوآخر العام 2020 ومطلع العام 2021 سيكون لدى الصندوق 100 مليار دولار أخرى من طرح أرامكو للاكتتاب العام، وتلك المبالغ الضخمة تعكس القوة التنافسية الاستثمارية الهائلة لصندوق الاستثمارات العامة والتي تجسد مدى عمق الخطط الاقتصادية الناجحة للمملكة. وفي قراءة للإسهاب في توضيح سموه حول الرؤى والأهداف التي دفعت شركة «أرامكو» للاستحواذ على أغلبية حصص «سابك» أن خطط «أرامكو» الاستراتيجية تستهدف تزعمها قطاع النفط والبتروكيميائيات معاً في العالم بحلول 2030 حيث إنه على الرغم من تزعمها الحالي للطاقات الإنتاجية للنفط الخام في العالم إلا أن الصناعات المشتقة منه ليست بمستوى الطموحات التي ترتقي لمكانة الشركة وموقعها التنافسي بين مثيلاتها الرائدة في النفط والكيميائيات في وقت تهدف استراتيجية «أرامكو» السعودية إلى تعزيز القيمة عبر سلسلة المواد الهيدروكربونية من خلال التركيز على التكامل بإطاريه الأفقي والرأسي لتتماشى هذه الاستراتيجية مع الهدف العام في أن تصبح أرامكو السعودية بحلول العام 2020، الشركة الرائدة والمتكاملة للطاقة والكيميائيات في العالم التي تسهم في تعزيز قدرتها على امتداد سلسلة القيمة من البئر إلى المستهلك. وترتكز هذه القراءة في مقوله سموه «أرامكو اليوم تنتج النفط ولا تملك سوى القليل من مشروعات المصب نسبة إلى إنتاجها الضخم من الزيت الخام وفي حال أردنا أن نملك مستقبلًا قويًا لأرامكو بعد 20 و30 و40 سنة من اليوم، فعلى أرامكو أن تستثمر المزيد في المصب»، وتأتي هذه النظرة استناداً على ثبوت نمو الطلب المتزايد على البتروكيميائيات بنسبة 3 % حتى 2040 مما يستدعي ضرورة تركيز «أرامكو» الآن على صناعة المصب كقاعدة لمستقبلها المتين، في حين أن هذا التوجه لن يلحق الضرر بعملاقة البتروكيميائيات «سابك» التي يشكل نفط أرامكو ومواردها مصدراً لها ولن يتعارض مع استثماراتها الضخمة في ظل اتفاقيات تضمن استفادة «أرامكو» من «سابك» بشرط ألا تعاني الأخيرة من تلك العملية. وضمن الحلول أشار سموه إلى التوصل إلى شراء حصص صندوق الاستثمارات العامة التي يملكها في «سابك» وعلى أن تقوم «أرامكو» بباقي العمل المتعلق بالاندماج أو أيا كان ما سيفعلونه بسابك من أجل الحصول على شركة عملاقة في هذا المجال في المملكة وفي العالم أجمع». وفي وقت تكرس شركة «أرامكو» جهودا مضنية ومساعي حثيثة مستمرة لمضاعفة استثماراتها في قطاعات التكرير، والكيميائيات، وزيوت الأساس، والتسويق، وتوليد الكهرباء، لتحقيق قيمة إضافية مع تنويع المخاطر، الأمر الذي من شأن تطوير مجموعة أعمال متنوعة ومتكاملة وقوية تساند نموذج التوريد والتداول والتسويق في الشركة، كما يعمل على التخفيف من تقلبات أسعار النفط، ويحقّق عائدًا إضافيًا، بينما يُسهم في الوقت نفسه في تسهيل توسع الفرص لصناعات التحويل، والمصنّعين المحليين، ومقدمي الخدمات. وفيما تشير آخر التقارير إلى بلوغ قيمة أعمال الصناعة الكيميائية العالمية أربعة تريليونات دولار مع حصص غير كبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بثرواتها من النفط، تحفزت «أرامكو» تباعاً لاغتنام الفرص الهائلة في قطاع الكيميائيات لتنمية مجموعة منتجات أعمالها مع أعمال النفط والتكرير والتوزيع والتسويق، واكتساب قيمة مستدامة لشركائها، وعملائها، والمملكة ككل من خلال تحقيق التآزر والتكامل على المستويين التشغيلي والجغرافي، الذي يربط بين إمدادات الزيت والغاز، والتكرير، والمواد الكيميائية، وزيوت الأساس. وألمح سموه في ثنايا إجاباته بشكل غير مباشر إلى مشروع «أرامكو - سابك» لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات حينما ذكر أنه «بحلول العام 2030 سنقوم بإنتاج أكثر من ثلاثة ملايين برميل من البتروكيميائيات، غالبيتها داخل المملكة، وجزءٌ منها خارج المملكة، وهذا سيتم من خلال شركتي أرامكو وسابك؛ مما سيخلق فرصًا هائلة للنمو الاقتصادي والوظائف». وفي وقت يمثل المشروع أول وأضخم تحالف في العالم لتحويل النفط لكيميائيات بين «أرامكو» و»سابك» والجاري حالياً تصميمه بتكلفة تقدر بنحو 75 مليار ريال (20 مليار دولار)، في ظل تمتع المشروع بإمدادات النفط الخام الآمنة والمستقرة وانخفاض تكلفة الإنتاج والمزايا النسبية الأخرى المتعددة والمبتكرة في ظل استراتيجية «أرامكو» المتمثلة في استخدام النفط كلقيم رئيس للبتروكيميائيات في مشروعاتها المستقبلية. Your browser does not support the video tag.