يعتبر المهندس الكيميائي السويدي الشهير ألفريد نوبل أحد أهم العلماء البارزين في العديد من مجالات العلوم والهندسة، ولكن الديناميت كمادة متفجرة، وجائزة نوبل المرموقة هما الأكثر اقتراناً بشخصيته المثيرة للجدل حد الدهشة. ولد ألفريد بيرنهارد نوبل في ستوكهولم عاصمة السويد في العام 1833، لأسرة فقيرة مكونة من عمانويل نوبل وكارولينا أندريت، وثمانية أطفال لم يبق منهم على قيد الحياة سوى ألفريد وثلاثة من إخوته. منذ طفولته المبكرة، أظهر ألفريد نبوغاً ملحوظاً، خاصة في الأدب والشعر، وأتقن خمس لغات أوروبية وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، ولكن والده دفعه بكل قوة نحو الكيمياء وعلمه المبادئ الأساسية للهندسة والعلوم، ودرّبه جيداً على صنع المتفجرات والأسلحة التي امتهنت الأسرة تصنيعها وتجارتها منذ عقود، ثم بعثه لعدة دول أوروبية إضافة لأميركا؛ لكي يدرس ويتدرب على يد بعض المهندسين والعلماء المشهورين في مجال الهندسة وصناعة المتفجرات. في العام 1864، وقبل عامين فقط من موعده مع الحدث الذي أصبح سبباً لشهرته وتهمته في آنٍ واحد، حدث انفجار هائل في مصنع الأسرة بالسويد أدى إلى مصرع خمسة أشخاص بينهم شقيقه الأصغر إيميل. وفي العام 1867، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره اخترع ألفريد نوبل الديناميت، لتبدأ مرحلة مهمة، ليست في حياته فقط ولكن في حياة البشرية كلها. ثم توالت الاختراعات والإنجازات في الكثير من المجالات والصناعات، وكوّن مع أخويه لودفيج وروبرت العديد من المؤسسات الصناعية العملاقة، إضافة إلى الاستثمار في حقول النفط، وإنشاء 90 مصنعاً للأسلحة والمتفجرات في أكثر من بلد، وأصبح ألفريد نوبل من أغنى أغنياء العالم. وفي العام 1888، توفي شقيقه لودفيج، فنشرت صحيفة Ideotie Quotidienne الفرنسية بالخطأ خبر وفاة ألفريد بدلاً من لودفيج، وعنونت نعيها بهذا العنوان المثير «مات ملك الموت»، فشعر ألفريد بالحزن والألم وخيبة الأمل، وقرر أن يترك أثراً نافعاً وذكراً خالداً علّهما يُسهمان في إسعاد الإنسانية وتحقيق السلام العالمي، فجاءت فكرة جائزة نوبل كتكفير عن «ذنب» لم يقترفه، وليغسل بعض «العار» الذي لاحقه حياً وميتاً. توفي ألفريد نوبل في 10 ديسمبر 1896 في مدينة سان ريمو الإيطالية عن 63 عاماً بعد أن سجل باسمه 355 براءة اختراع، ساهمت معظمها في شق الطرق وحفر الأنفاق والمناجم، تماماً كما تسببت في إشعال الحروب وتدمير المدن وقتل البشر، وهكذا هي طبيعة الأسلحة - بل طبيعة كل الأشياء - ذات حدين. Your browser does not support the video tag.