لعل جائزة نوبل هي أبرز جائزة عالمية منذ بداية القرن العشرين وحتى الآن، وبالرغم من أن ألفرد نوبل كان ثرياً إلا أنه كان رجلاً حزيناً مكتئباً. يقول الأستاذ عباس محمود العقاد -رحمه الله- في كتابه عن جوائز الأدب العالمية: «إن نوبل كان رجلاً وديعاً ولطيفاً، قضى حياته يشعر بالفراغ، ويتشاغل بالعمل الدائب عن هذا الفراغ، وكان لا يحس بنفسه خلواً من شواغل العمل إلا ليحس في ضميره بخيبة الأمل، كما أنه كان يحس بالوهن والحاجة إلى العزلة». ولد في 24 أكتوبر1833 في مدينة ستوكهولم عاصمة السويد. سار نوبل على منهاج والده في الاهتمام بمصنع الكيميائيات لتصنيع مادة النتروجلسرين، وقد انفجر المصنع عام 1864 مما تسبب في مصرع أخيه الأصغر، وأربعة من الكيميائيين والعمال، توصل نوبل لاختراع الديناميت عام 1866، لينتشر بعد ذلك في جميع أنحاء العالم، كما اكتشف كبسولة التفجير عام 1875 باستخدام مادة الجلسرين الذي جعله عازلاً. ونال على هذا الاختراع براءتي اختراع من بريطانيا والولايات المتحدة، لم يكن نوبل محباً للعنف، بل كان شخصاً وديعاً يشكو من الاكتئاب، ولم يعش حياة مستقرة، بسبب ملاحقة أعماله الكثيرة، وتفقد مصانعه، كان شخصاً حزيناً جداً، لأنه عمل على إنتاج الديناميت من أجل التعمير والبناء، لكن الناس استخدموا اختراعه سلاحاً مدمراً في الحروب وقتل الأبرياء. وقد طلب إليه أخوه لودفيج نوبل أن يكتب قصة حياته فكتب: إن له نصف حياة في الواقع، وإن هذا النصف كان من المفترض أن يتولاه عند ولادته طبيب من محبي الخير يكتم أنفاسه ساعة أن ظهرت منه الصيحة الأولى على أبواب الحياة، وقال: إن من أهم عيوبه أنه بغير أسرة، وأنه كئيب، وسيّئ الهضم، وإن أهم رغبة لديه ألاّ يدفن وهو على قيد الحياة. ويبدو من سيرة حياته الموجزة أن حياته قد خلت من أي أحداث مهمة، أو علاقات اجتماعية وطيدة، وكان ينظر إلى اختراع الديناميت ليس على أنه أداة للتدمير، بل على أنه وسيلة للتعمير، كما إن صناعة الديناميت لديه كانت عبارة عن سلسلة من الأرقام والمعادلات والتجارب لتنفيذ اختراعه. أصبح ألفرد نوبل من أثرى أثرياء العالم، ولذلك قرر أن يستثمر ثروته الطائلة من أجل الخير والسلام ومساعدة المؤسسات الإنسانية والعلمية. وخصص جوائزه السنوية للقضايا الإنسانية والعلمية، وعندما توفي في العاشر من ديسمبر 1898 في مدينة سان ريمو الإيطالية، أُعلنت وصيته التي تنص على توزيع جوائز قيمة في مجال الكيمياء والفيزياء والأدب والطب (والفسيولوجيا) والسلام، وأضيف للجائزة مجال الاقتصاد عام 1969، ومنحت أولى جوائزه عام 1901. لقد أوصى بمنح الجائزة كنوع من التكفير عن الأخطاء والذنب، ورغبة في تشجيع العلماء والمميزين في مجالات العلوم والمعرفة والطب والاقتصاد والسلام العالمي، ليكون العالم أكثر أمناً وعلماً وسلاماً. Your browser does not support the video tag.