تشهد المنطقة الشرقية حراكاً ثقافياً نشطاً على مستوى إقليمي وعالمي، وذلك بتوجيهات ودعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبمتابعة من سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، اللذين أوليا الجانب الثقافي أهمية كبيرة، ودعما واسعًا للأنشطة الثقافية، والتي كان من ضمنها تسجيل واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، والتي سلّطت الأنظار على التراث الأصيل في المملكة العربية السعودية، والمواقع المميزة عالميًا، حيث تنعم واحة الأحساء بأكثر من مليوني نخلة مثمرة تشكّل أكبر واحة تحيط بها الرمال، وتشمل عدة معالم، كمسجد جواثى، وقصر إبراهيم، وقصر صاهود، وقصر محيرس، وقصر أبو جلال، وميناء العقير، وجبل قارَة، وسوق القيصرية. كما برز في المنطقة الشرقية صرح من صروح الثقافة العالمية، إذ إن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» يُعد وجهةً ثقافيةً متعددة الأبعاد، تهدف إلى إلهام وتحفيز روّادها في مجالات الفنون والعلوم والابتكار، ويحظى المركز، الذي تبلغ مساحته 80 ألف متر مربّع، بتصميم عصري مُميّز يعكس مهمّته كمنارةٍ للمعرفة في سماء الظهران، حيث يوفّر مساحة لتلبية شغف المواهب الوطنية وتمكينها، وإبراز تقدّم المملكة على المستوى العالمي المحلّي والعالمي، وصُمّمت أقسام البرامج في إثراء، والتي يبلغ عددها 10 أقسام، بهدف تحفيز حب الاستطلاع وتوفير الفرصة وتحدّي المواهب، عبر وسائل تعليميةٍ عمليةٍ وجماعية فريدة تشمل مجالات العلوم والهندسة والرياضيات والفنون والعلوم الإنسانية والإعلام. واستكمالاً لدور المركز الثقافي صُمّمت فيه مكتبة لتكون نموذجاً فريداً في الأوساط الثقافية، حيث تحتوي المكتبة على 220 ألف كتاب باللغتين العربية والإنجليزية ما بين مطبوعٍ ورقمي. كما تتيح للزائر استعارة الكتب التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى نصف مليون كتاب. وما يميزّ مكتبة إثراء هو توفير فرص للتواصل مع مختلف شرائح المجتمع من خلال البرامج التفاعلية والأنشطة التي تناسب مختلف الفئات العمرية. وتماشيًا مع رؤية الملكة 2030 فإن مركز إثراء يقدم 2000 ورشة عمل سنويّاً لمختلف الفئات العمرية في جميع مجالات المعرفة كالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى الفنون والوسائط المتعددة وبناء المهارات. كما يتطلع المركز أن تصل هذه البرامج إلى 40 ألف متعلم ومتعلمة سنويّاً من خلال تقديم 100 ألف ساعة تعليمية، بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية العالمية والمحلية المتخصصة. ولأن توجه المملكة نحو الصناعة والتطور التقني فإن مختبر الأفكار في إثراء يقدّم مساحة للإبداع وخلق الأفكار الجديدة وتحويلها إلى نماذج ومنتجات قابلة للتسويق، ويحتوي المختبر على 60 عملاً إبداعياً يحكي قصة الإبداع والابتكار، ومكتبة تعرض 600 مادة مصنعة ذات مزايا ابتكارية، تُقام فيها 300 ورشة عمل سنوياً لتعريف المهتمين في مجالات الابتكار والتصميم لتكون مرجعاً في توليد أفكارهم ومشاريعهم الإبداعية، حيث ينتج المختبر 50 نموذجاً سنوياً لابتكارات سعودية عبر برامج متخصصة بالشراكة مع جهات متخصصة عالمية. وللمنطقة الشرقية السبق في إقامة متحف هو الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، وهو مخصّص للأطفال حتى سن الثانية عشرة، وهو مكان لتطوير مهاراتهم المعرفية والشخصية من خلال المعارض والأنشطة التي تساعدهم في اكتشاف ذاتهم وبناء ثقتهم وشخصياتهم، مما ينعكس على أجيال المستقبل وتنمية القدرات العلمية لديهم. وجاء اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالجانب الثقافي من جميع نواحيه حيث شمل البرامج والمقرات، والتي منها المكتبات العامة الحديثة والمتطورة مثل المكتبة العامة بالخبر والتي تحتوي على أكثر من 45645 كتابًا، و 15215 عنوانًا، وتشتمل أيضًا على جميع المرافق الحيوية لخدمة الرواد ومن أهمها المسرح الذي يتسع ل330 شخصًا، والقاعات المتنوعة التي منها القاعة العامة، وقاعة المراجع والمعاجم، والقاعة الإسلامية، وكذلك قاعة الإنترنت، والكتب الأجنبية، ومكتبة الطفل، والقاعة النسائية، وقاعة الإجراءات الفنية، والمكاتب الإدارية، وقاعة خاصة بتأريخ مدينة الخبر، وقد أقيمت العديد من الفعاليات في مبنى ومسرح المكتبة الجديد. ولا تختلف مكتبة الدمام العامة عن شقيقتها في الخبر، إذ إن المكتبتين تنعمان بمقرين جديدين تتوفر بهما أفضل التقنيات الحديثة، وتتسع لأعداد كبيرة تساهم في تحريك عجلة الثقافة في المنطقة، حيث تضم مكتبة الدمام عدة قاعات منها قاعة الكتب العامة، وقاعة المراجع، وقاعة الكتب الأجنبية، قسم الصحف والمجلات الدوريات، ومما تتميز به وجود قسم برايل، وتحتوي المكتبة على أكثر من 75 ألف كتاب متنوعة المواضيع. ومع الازدهار الثقافي الذي تشهده المملكة والمنطقة الشرقية تحديداً قدمت جمعية الثقافة والفنون بالدمام خلال العام الماضي 45 عرضًا مسرحيًا و64 أمسية ثقافية وشعرية، ونظمت 22 معرضًا فنيًا تشكيليًا داخل الجمعية، وسبعة معارض خارج المقر، وكذلك قدّمت 13 ورشة ودورة ثقافية وموسيقية، وهذه الأرقام تدل على اهتمام القيادة الرشيدة بالجانب الثقافي والفني وإعطائه الأولوية لإبراز دور المثقف السعودي على المستوى المحلي والعالمي، والذي حفّز المثقفين والفنانين للمشاركة بإبداعاتهم في المحافل العربية والعالمية وتصدّرهم للمراكز المتقدمة التي تعكس مدى اهتمام القيادة بهذا الجانب. مكتبة الدمام العامة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي Your browser does not support the video tag.