بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانين لتوحيد المملكة ألقى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أمس محاضرة في مجلس الشيخ حمد الجاسر، استعرض فيها دراساتٍ وبحوثًا في تاريخ الملك عبدالعزيز تضمّنها كتاب للشيخ حمد الجاسر صدر بعناية المحاضر في 595 صفحة، وأدار المحاضرة د. عائض الردادي. وقد افتتح المحاضر ورقته باستعراض نماذج من إسهامات الشيخ حمد الجاسر التاريخيةّ ومساراته المتنوّعة ومنها مقالات عن السيرة النبوية وصدر الإسلام؛ ومقالات خاصة بتاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها، وتاريخ السير والتراجم وما ارتبط فيها التاريخ بالحديث عن مدينة أو منطقة، وما يرد فيه السرد التاريخي مقترنًا بدراسات المؤرخين، وتحقيق الكتب التاريخية. وأشار المحاضر إلى أن أبرز سمة تلفت النظر في كتابات حمد الجاسر التاريخية عدم سرد الأحداث بالطريقة القديمة التي نهجها المؤرخون التقليديون، بل كان يشبع رواية الأحداث وقراءتها بالتحليل وذكر الأسباب والنتائج؛ مستفيدًا مما تأثر به من كتب علماء الاجتماع والتاريخ العرب في فلسفة التاريخ. ثم سلّط الضوء على صفحات كتاب الملك عبدالعزيز المتضمن 25 بحثًا ودراسة، نصفها موضوعات وطنية عامة، مثل سيرة الملك المؤسس، واليوم الوطني، والاحتفال بالمناسبة المئوية، والمؤتمر الأول لتاريخ الملك عبدالعزيز، وكان من أوسعها تفصيلاً بحث بعنوان الذكرى المئوية الميمونة لاستقرار موحّد البلاد في قاعدة حكمه، في تسع حلقات، بلغت صفحاتها نحو ثمانين صفحة، وتضمنت عرضًا شاملاً لمجريات ما تحقق في عهد الملك المؤسس، وتناول في إحدى حلقاتها أبرز الكتب التي صدرت عن تأسيس المملكة وتاريخ الملك عبدالعزيز، والمقالات -في مجملها- مرجع لا غنى عنه للباحثين، كما استعرض ما جاء في النصف الثاني من الكتاب، كتبًا مهمةً في سيرة الملك عبدالعزيز وتاريخ المملكة وشبه الجزيرة العربية، ثم تحدث عما خصصه الشيخ الجاسر من سيرة وفترة حكم الملك المؤسس في الوثائق الأجنبية. وأوضح د. الشبيلي أن الشيخ حمد الجاسر وقف وقفاتٍ مطوّلة مع تاريخ الملك عبدالعزيز متأملاً ودارسًا وباحثًا ومؤرّخًا، ومعجبًا بالدور الكبير الذي أدَّاه الملك عبدالعزيز في تاريخ هذه البلاد، ومقدّرًا الجهود التي بذلها في سبيل توحيدها وبنائها وتطويرها والنهوض بها؛ لا سيّما وأنّ علامة الجزيرة شاهد عصر بمعايشته أزيد من أربعة عقود إبّان عهد المغفور له الملك عبدالعزيز. كما أن الجاسر في طليعة كبار المؤرخين الذين عُنُوا بتاريخ هذه البلاد القديم والحديث بما في ذلك تواريخ قادتها وبلدانها وآثارها ومخطوطاتها وقبائلها وأنسابها. جدير بالذكر أن آثاره في نطاق تاريخ الملك عبدالعزيز كانت متناثرة في طيّات الصحف والمجلات، وطبيعة الأعمال الصحفية أنها محدودةٌ بزمن، قلما يحتفظ بها للرجوع إليها عند الحاجة للاستفادة والتوثيق، ومن هنا أدرك مركز حمد الجاسر الثقافي أهمية جمع هذا التراث القيّم، فأخذ على عاتقه حصر مقالات الشيخ الجاسر وأبحاثه، وجمعها لتصدر بين دفتي كتاب بعنوان: «دراسات وبحوث في تاريخ الملك عبدالعزيز»، وقد تنوعت المقالات والأبحاث الصحفية التي ضمها الكتاب بين ما يحمل تسجيلاً لمشاهدات عيانية، وما يحمل طابعًا تاريخيًا بحتًا، كما ضم إلى جانب ذلك دراسات لكتب تناولت جوانب من تاريخ الملك المؤسس. Your browser does not support the video tag.