ضمن النشاط المنبري للنادي الادبي بالمدينةالمنورة القى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى محاضرة بعنوان (التوأمان : عبدالقدوس الانصاري ومجلة المنهل) قصة لريادة الصحافة السعودية في المدينةالمنورة وذلك بمكتبة الملك عبدالعزيز. نشأة الصحافة والقانون التركي استعرض الشبيلي في مستهل محاضرته نشأة الصحافة في المدينةالمنورة في العهد العثماني مثل صحيفة (الرقيب) و(المدينةالمنورة - الاولى) والتي يرجع ظهورها الى صدور نظام عثماني يجيز ادوار وهي صحف خاصة في الولايات التي تخضع للحكم العثماني. ومع تحولات الوضع السياسي والعسكري نقل الاتراك صحيفة (الحجاز) الرسمية الى المدينةالمنورة ، وقد كانت كل الصحف الصادرة في الحجاز مشمولة بقانون المطبوعات التركي، كما بلغ عدد المطابع التي ظهرت في المدينةالمنورة ابان العهد التركي ومنذ عام 1327ه ثلاث مطابع حسب الحاضر هي (البالوظة) و(طيبة) ومطبعة (المدينةالمنورة). سيرة الانصارى ثم تحدث الدكتور الشبيلي عن سيرة العلم عبدالقدوس الانصاري الذي ولد سنة 1324ه (1906م) وتربى، بعد سن الخامسة ، يتيما في كنف استاذه وقريبه الشيخ محمد الطيب الانصاري رحمهما الله، وقد حفظ القرآن الكريم في صغره، وعمل بعد تخرجه في مدرسة العلوم الشرعية في التدريس، ثم في امارة المدينةالمنورة، ثم رئيسا لتحرير جريدة (أم القرى) بين ربيع الاول 1359ه وحتى نهاية 1361ه ، ثم سكرتيرا لمجلس الوكلاء، ثم موظفا في ديوان نائب الملك في الحجاز، ثم في ديوان رئاسة مجلس الوزراء ، وقد عشق القراءة والادب متأثرا بصديقه الاستاذ عبيد مدني وبدأ يكتب في (صوت الحجاز) مع بداية صدورها سنة 1350ه ، وكان نجما مضيئا في سماء الصحافة السعودية، وفي عالم الشعر والادب واللغة والتاريخ والآثار، وتوفي رحمه الله قبل عشرين عاما 22/6/1403ه - 5/4/1983م عن عمر يقارب الثمانين، مخلفا اكثر من 30 كتابا بين مطبوع ومخطوط، وعددا كبيرا من المقالات والمحاضرات. الاصدارات الآثارية ومن اصدارات الانصاري عن الآثار ذكر الشبيلي ماكتبه عن آثار المدينةالمنورة سنة 1353ه 1935م، وهو الذي ذكر انه ترجم الى الفرنسية، وكذلك تحقيق امكنة في الحجاز وتهامة 1379ه 1960م، وكتاباته عن العين العزيزية 1389ه 1970م. واضاف المحاضر ان دراسات الشيخ الانصاري عن الآثار اقترنت، مع اهتماماته الاساسية بالتاريخ، فأصدر عام 1389ه 1969م كتابه: (بين التاريخ والآثار) 375 صفحة، وموسوعة تاريخ جدة (المؤلفة من اكثر من ألف صفحة) 1383ه 1963م، كما ارتبطت بولعه بالرحلات التي وثق بعضها في كتب او اعداد خاصة من (المنهل) ، كرحلته الى مصر 1371ه 1953م، والى المنطقة الشرقية 1375ه 1955م ، ورحلته الى الرياض 1378ه 1957م ، ورحلته الى بلاد بني سليم 1391ه 1971م، ومع ابن جبير في رحلته 1396ه 1977م ، وطريق الهجرة النبوية 1398ه 1978م. التأليف والصحافة وعن اول محاولات الانصاري في التأليف اشار المحاضر الى كتابه (التوأمان) وعمره لم يتجاوز 24 سنة اما الصحافة ، فقد بدأ يكتب مقالاته الصحفية في جريدة (صوت الحجاز) مع بدايات صدورها في مكةالمكرمة بتاريخ 27/11/1350ه 4/4/1932م، وذلك قبل ولادة مجلة (المنهل) بخمس سنوات، وقد اشار الباحث الى ما ذكر د. منصور الحازمي، الذي قام بفهرسة المادة الادبية في صحيفة (صوت الحجاز) انه رصد للشيخ الانصاري خلال هذه السنوات الخمس ما يقرب من 35 مقالا وبحثا لغويا وادبيا وتاريخيا، وقد استمر يكتب فيها، لم يثنه عن ذلك صدور (المنهل) ، بل لقد اصبح يواظب على كتابة زاوية بعنوان (ما قل) في جريدة (البلاد السعودية) التي تعد امتدادا ل (صوت الحجاز) بعد توقفها في الحرب العالمية الثانية. مجلة المنهل واشار د. الشبيلي الى اقتران الانصاري بمجلة (المنهل) منذ اصدارها في المدينةالمنورة في ذي الحجة سنة 1355ه فبراير 1937م، مسجلا بها الريادة الصحفية، في كونها اول مطبوعة صحفية سعودية في طيبة الطاهرة، وأم المجلات الثقافية السعودية. بعدها انتقلت المجلة (المنهل) الى مكةالمكرمة سنة 1359ه بسبب انتقال مؤسسها للعمل رئيسا لتحرير جريدة (أم القرى) ، ثم توقفت عن الصدور مضطرة اربع سنوات ونيف (بدءا من شهر رمضان المبارك 1360ه - سبتمبر 1941م) بسبب شح الورق ابان الحرب العالمية الثانية، بعد ان مرت بها فترة اضطرت فيها الى تقليص صفحاتها، ثم عاودت الصدور من مكةالمكرمة في شهر محرم 1365ه (ديسمبر 1945م) ، وفي شهر شعبان سنة 1377ه (1957م) نقلت الى جدة، حيث مازال صدورها منتظما، تقترب في عامنا هذا من السبعين في العمر. العصر الفضي والذهبي وتطرق الشبيلي الى اصدارات المجلة بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيسها في الكتاب (الفضي) وآخر (الذهبي)، الذي صدر هو الآخر بعد نصف قرن حيث يعتبران سجلين ضافيين لمسيرة البلاد السياسية والثقافية والادارية ، مع تراجم لعدد كبير من الاعلام والشخصيات، ورصدا دقيقا لحركة التأليف والطباعة والنشر، وسردا لتفاصيل مفيدة عن الصحافة السعودية. عبدالقدوس الانصاري غلاف مجلة المنهل