أصدر مركز حمد الجاسر الثقافي كتابًا جديدًا بعنوان «دراسات وبحوث في تاريخ الملك عبدالعزيز» بعناية د. عبدالرحمن الشبيلي، وهو الإصدار 37 من إصدارات المركز، وجاء في 595 صفحة من القطع المتوسِّط. الكتاب يضمُّ دراساتٍ وبحوثًا لعلاَّمة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- في جوانب من تاريخ مؤسِّس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز رحمه الله، الذي يجد الباحثُ فيه دائماً ما يحتاج لتوسُّعٍ في البحث، وقد وقف الشيخ الجاسر وقفاتٍ مطوَّلةً مع هذا التاريخ، متأمِّلاً ودارسًا وباحثًا ومؤرِّخًا، ومُعجَبًا بالدَّوْر الكبير الذي أدَّاه الملك عبدالعزيز في تاريخ هذه البلاد، ومقدِّرًا الجهود التي بذلها في سبيل توحيدها وبنائها وتطويرها والنهوض بها. جاءت آثار الجاسر في نطاق تاريخ الملك عبدالعزيز متناثرةً في طيَّات الصحف والمجلاَّت، وطبيعةُ الأعمال الصحفية أنها محدودةٌ بزمن، قلَّما يُحتَفَظ بها للرجوع إليها عند الحاجة للاستفادة والتوثيق، ولاسيَّما عندما تكون تلك الأعمال قديمةً نسبيًّا، ومِن هنا أدرك مركز حمد الجاسر الثقافي أهمِّية جَمْع هذا التُّراث القيِّم، وتقديمه لطالبيه سائغًا، فأخذ على عاتقه حَصْر مقالات الشيخ الجاسر وأبحاثه الصحفية في هذا النطاق، وجَمْعَها من مظانِّها، وإدخالها حاسوبيًّا، وترتيبها زمنيًّا، ومراجعتها، وإتاحتها للمهتمِّين. وقد تنوَّعت المقالات والأبحاث الصحفية التي ضمَّتْها دفَّتا هذا الكتاب بين ما يحمل تسجيلاً لمشاهدات عيانية، وما يحمل طابعًا تأريخيًّا بحتًا، وجاء معظمُها في شكل دراساتٍ لكُتُبٍ تناولت جانبًا أو جوانب من تاريخ الملك المؤسِّس بحيث شكَّل نَقْد الكتب الجزءَ الأكبر من موضوعات الكتاب لكون الكُتُب عماد العمل التاريخي، فكان لا بدَّ من تمحيصها بذِكْر الإيجابيات لتعزيزها، والإشارة إلى السلبيات للانتباه إليها وتصحيحها، إلاَّ أنَّ الطابع الصحفي يجعل ذلك النَّقْد مُوجَزًا يحيط فقط بأبرز الجوانب التي يجب التطرُّق إليها. وعلى الرغم من الإيجاز الذي حرص عليه الشيخ الجاسر في مقالاته وأبحاثه الصحفية، إلاَّ أنَّ ذلك لم يمنع من اتِّسامها بالعُمْق المعرفي والإشارات التأمُّلية الدقيقة والتصويبات المهمَّة ما يجعل من هذا الكتاب أحد المَراجع المهمَّة في موضوعه.