مع كل ضربة تتلقاها إيران هذه الأيام من الطيران الإسرائيلي وتقتل من قواتها المتواجدة في سورية الكثير.. أتساءل عن حجم الغباء الذي يتوارى داخله كثير من العرب الذين ضحكت عليهم بلاد فارس بقواتها المزعومة وفيالقها التي ستحرر القدس!. أقول ذلك بعد خنوع إيران واستبسالها بنيل الرضا والهدوء الإسرائيلي تجاهها لأتذكر بكثير من السخرية الكذبة الكبرى بانتصار ما يسمى بحزب الله على الجيش الإسرائيلي وإجباره الخروج من الجنوب اللبناني في العام 2006، وأضحك ملء فمي عن مقومات الانتصار التي زعم أمين حزب الشيطان بتحقيقه على دولة لديها ترسانة من الأسلحة لو استخدمت عشرها لمسحته من الخارطة، لكنه استغل اتفاقات دولية ومطالبات أممية لينسب النصر لنفسه.. متعلماً من مربيته الفارسية كيف يكذب كثيراً ويخنع أكثر. أعود إلى ما بدأت به عن الضربات الإسرائيلية المتتالية على قوات إيران وأذنابها خلال هذه الأيام في سورية، وكيف أن الصمت هو ما يخيم على الملالي في طهران.. وقادتهم العسكريين في سورية طفقت أتساءل أين إيران وما الذي حدث لتهديداتها بأن تسحق الدولة العبرية وتنفيها من الوجود انتصاراً لأهل فلسطين، والآن لماذا لا تنتصر حتى لنفسها وضباطها وجنودها تتمزق أشلاؤهم من نيران الطيران الإسرائيلي. ما نشاهده الآن أن الدعوة الإيرانية للحرب لأجل القضية الفلسطينية التي أزعجت بها العالم وتوعدت بها القاصي والداني، وأرهقت بها مجلس الأمن والإعلام.. ما هي إلا صوت المستغل الكاذب للأزمات والمواقف الرديئة.. والآن حين حضرت الحقيقة ودكت الصهيونية الغاشمة أرض فلسطين وقتلت بعض أهلها، ومن ثم طالت الجيش الإيراني في سورية.. دست إيران رأسها في التراب كالنعامة، وكأن لا تهديداً قد صدر ولا وعيداً ظهر.. اختفى الصوت الإيراني تماماً واستعاض بصوت مندوبهم الدائم في لبنان، لبث الفرقة بين العرب، ورمي التهم جزافاً، ونسوا وتناسوا هم وحلفاؤهم أنهم من يتحمل وزر نفخ المغفلين حتى ظنوا أنهم حقاً قادرون على رمي إسرائيل في البحر!. كانت مأساة حقاً.. لكن لن ننسى أنها قد أظهرت حقائق جلية ويكفي أن أهم تلك الحقائق أنها وسعت من مفهوم الظاهرة الصوتية لتشمل بلاد فارس بحيث لم تعد تقتصر على العرب فقط، وأثبتها تماما المرشد الإيراني المتواري خجلاً الآن وهو يعلن أن لا حول ولا قوة لهم تجاه إسرائيل فأيديهم مكبلة.. وتلك كارثة كبرى، فلأي شيء ورطتم مغفلي العرب، وما نوع الدعم الذي وعدتموهم به أنتم وحلفاؤكم.. من جهتنا فقد علمنا نوع الدعم وأبصرنا حجم المساندة فهي بالتصريحات العنترية والصوت الفارغ فقط. الآن بدأنا نلحظ وعياً عربياً وخجلاً من الموقف الإيراني البليد الجبان.. وكأن بعض الرؤوس قد بدأت تظهر إما اعتذارية عن موقف المجوس، أو تحاول أن تقفز إلى الجانب الآخر بعدما توقف الدعم وانكشفت الأوراق واسألوا المرتزق عطوان كيف هي القضية الفلسطينية مربحة له؟ وكيف أيضا هي إيران اليوم معه؟ وكيف غيّر من توجهاته؟.. لكن هو كما غيره من بعض العرب.. لن يصدقهم أحد بعد اليوم بعد أن اكتشفوا كذبهم وأن حبيبتهم إيران جبانة وظاهرة صوتية فارغة ومزعجة جداً. Your browser does not support the video tag.