إنّ الثقة بالنفس عامل رئيس في بناء شخصية الفرد منذ نشأته، حيث إنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتكيّف الفرد مع مجتمعه على وجهٍ عام ومع ذاته على وجهٍ خاص بالغاً كان أو طفلاً. يعد عامل الثقة بالنفس سمة شخصية تسهم بدورها في دفع الفرد لتحقيق أهدافه والوصول إلى النجاح على مستواه الشخصي وعلى مجتمعهِ أيضاً إضافة إلى استخدام مهاراته اللغوية، وقدراته الاجتماعية، والنفسيّة، والجسميّة، وذكائهِ الاجتماعي. إنّ زرع الثقة في الأطفال والمراهقين جانب مهمّ يلعب دوراً جليّاً في المستوى النفسي والشخصي، فيحصد منها الفرد التوافق والاستقرار النفسي وكذلك الوصول لمرحلة التقدير والاطمئنان الذاتي، فعلى سبيل المثال: تعزيز الشعور بالمسؤولية لديهم، وإتاحة الفرصة لسماع آرائهم تجاه قضيّة أو موضوع معيّن، فكلمّا زاد معيار ثقة الوالدين به عزز رقابته الذاتية لنفسه، فحينَ تُتاح له فرصة اكتشاف ما هوَ جديد من حوله سيصل لمرحلة التفريق بينَ ما هوَ خاطئ وما هوَ صائب أو اكتفائه بالاقتناع التام بالفرق بينهما على أقل تقدير، وفي كلتا الحالتين إن أخطأَ سيلوم نفسه بنفسه فقد يعترف بالخطأ وقد يعالجه بمفرده، وهذا بالتأكيد لا يمنع من مراقبة إخوته الكبار له وكذلك والداه. تتغذّى الثقة بالنفس على تنشئة الأسرة وتربيتها للطفل منذُ صغره، حتى تتكوّن فيما بعد شخصيّة فريدة ومنفردة قادرة على اتخاذ القرارات بشكلٍ صحيح، ومقاومَة للاضطرابات الناتجة عن المواقف التي يتعرّض لها الفرد دون اللجوء إلى المساعدة، فيتخطى أي عقبة تواجهه بنفسه. إنّ إشراك الأبناء في الحوارات والقرارات -دون تهميشهم- يُساعد على الشعور بالانتماء وزرع الثقة، فيتخذ القرارات السليمة تجاه كل شيء كاللعب بما هو مفيد ومُغذٍّ لعقله وترك ما هوَ ضار، ورفقة من يواجههم في الخارج عموماً والمدرسة خصوصاً. كما يجب على الوالدين والإخوة -أيضا- الابتعاد التام عن الإيحاءات السلبيّة والجمل الهدّامة والحرص على المعرفة بمقدار الأذى الذي قد تسببه فيمَا بعد، حيثُ تُعد بذرة سيئة تؤدي إلى أمرين: أحدهُما أنّها تُساعد على تكوين شخصية عدوانية، والآخر هوَ القضاء عليها شيئاً فشيئاً، فعندَ استقبال الكثير من تلك الإيحاءات المؤذية سوفَ تتآكل شخصية الفرد تدريجياً. Your browser does not support the video tag.