"أنتم أبناء سلمان بن عبدالعزيز، والوطن لن ينسى فقيدكم، وجميع أبنائه استشهدوا دفاعًا عنه وعن مكتسباته"، كلمات وجهها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لأحد أسر شهداء الواجب الذي استشهد دفاعا عن الوطن قبل عدة أشهر. لم تكن تلك كلمات عابرة، بل كانت معبرة بالقول، والفعل، حيث توالت المكرمات الملكية على ذوي شهداء الواجب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الحد الجنوبي، وامتدت لتشمل ذوي الشهداء من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. لم تغفل قيادة المملكة العربية السعودية عن رعاية شهداء الواجب، وغيرهم ممن قدموا أنفسهم للدفاع عن الوطن، حيث حرصت على توفير كامل الدعم لذويهم من خلال الكثير من المكرمات، وآخرها تسخير الإمكانات اللازمة لهم لأداء مناسك الحج من خلال تجهيز مخيمات بأفضل المستويات، وتأمين وسائل النقل لهم والإعاشة، والرعاية الطبية والاستشارية، وأصبحت استضافة "الحجاج" ورعايتهم إرثا ملكيا لقادة الدولة السعودية منذ مئات السنين. في كل عام تتوالى المكرمات لشهداء الواجب تقديراً من القيادة السعودية للمرابطين في الحد الجنوبي، سواء كانوا من القوات السعودية، أو من قوات الدول الشقيقة المشاركة في التحالف، ويحرص خادم الحرمين الشريفين من خلال هذه المكرمات على التواصل الدائم بين الشعوب العربية والإسلامية، وتأكيداً على مدى هذا الحرص للمملكة قيادة وشعبا، وإعطاء فرصة أداء فريضة الحج الواجبة على كل مسلم، ومسلمة قادرين. وفي موسم الحج الجاري، حضرت مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تجاه شهداء الواجب والمشاركين في الحد الجنوبي للمملكة، ووصل من شملتهم المكرمة الملكية إلى قرابة 5000 آلاف حاج وحاجة من ذوي شهداء الواجب سيؤدون فريضة الحج لهذا العام وسط عناية واهتمام القيادة الرشيدة. لم تكن دعوة خادم الحرمين الشريفين لشهداء الأسر الفلسطينيين هي الأولى هذا العام، بل سبقها دعوة ل1000 حاج وحاجة من أسر الشهداء المصريين، وهو ما يؤكد تقدير القيادة بالمملكة على ما تقدمه الشعوب من دماء أبنائها لاستقرار المنطقة بأكملها، وليس شهداء الواجب في المملكة فقط. وتوالت المكرمات الملكية بأصدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمراً ملكياً باستضافة 1500 حاج وحاجة من ذوي شهداء الجيش الوطني اليمني، والقوات السودانية المشاركة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام 1439ه، إضافة إلى أمره الكريم باستضافة (1000) حاج وحاجة من أسر شهداء رجال الجيش والشرطة المصريين؛ لأداء فريضة الحج لهذا العام 1439ه، واستضافة 1000 حاج وحاجة من أسر الشهداء بفلسطين. وعلق أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور حسن سفر على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة ذوي شهداء الحد الجنوبي من السعودية وعدد من الدول العربية بقوله: "إن ذلك يأتي انطلاقاً من القيم وترسيخ لمبادئها التي جاء بها الإسلام، وحث عليه عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إكرام وفادة الناس، وخصوصا الإخاء الإسلامي بين المسلمين مع بعضهم البعض". وقال: "من هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رسخت، وأطلقت هذا المبدأ في تكريم المسلمين في مشارق الأرض، ومغاربها وظهر ذلك في صور تكريم هؤلاء". وأوضح أن المملكة جمعت بين الدين الإسلامي في مكارمه، وأخلاقياته، وبين السياسية الشرعية والدبلوماسية الإسلامية، موضحاً أن استضافة خادم الحرمين الشريفين للحجاج هي إرث ملكي منذ عهود ملوك الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، وأبنائه الكرام. وأكد حسن سفر، أن استضافة ذوي الشهداء، وتسهيل مهمة الحج لهم تحمل دلالات متعددة، أبرزها جمع المسلمين، وشمل وحدتهم، ومشاركتهم في هذه الشعيرة الإسلامية التي في مدلولاتها التجمع على الإخاء، والسلم، والسلام ولم شمل المسلمين، مشيراً إلى أن هذه الاستضافات الملكية تنطلق على كافة الاتجاهات في الدول الإسلامية، والعربية، وأيضا الأوروبية. وتابع بقوله: "في هذا دلائل أخرى منها عدم العنصرية بالانفتاح، وتبيان أخلاقيات الدبلوماسية الإسلامية في عهد الملك سلمان -حفظه الله- في كافة الاتجاهات، فهو يعتبر ملكا، وقلبا نابضا يهتم بالمسلمين انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم (ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)". وأضاف:" خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قلبه وفكره، وجولاته يحرص على الوحدة لا الفرقة، والائتلاف، لا الاختلاف، فجزى الله خادم الحرمين على ما قدم ويقدم للأمة الإسلامية من هذه النفحات التي أكرمه الله عز وجل بها". Your browser does not support the video tag.