إن التقدم في الاتصالات وظهور أجهزة التواصل الاجتماعي أتاح للكثيرين نشر أشعارهم والتواصل مع غيرهم من الشعراء والمتذوقين للشعر وانتشرت مؤخراً (قروبات الواتس اب) التي تضم العشرات من الشعراء ينشرون كل جديد من قصائدهم أو قصائد غيرهم، كما يتحاورون فيما بينهم بالقصائد، حيث يقوم أحدهم مثلا بنشر قصيدة قليلة الأبيات، ومن ثم يتجارا الشعراء فيما بينهم لبدع أبيات تماثلها في المعاني والأحاسيس. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ك(فيس بوك) و(تويتر) و(الواتس اب) بات نشر الشعر أسهل، حيث مكنت كل شاعر أن ينشر كل ما يريد من قصائد قديمة أو حديثة ويبثها عبر هذه التطبيقات على متابعيه، وبفضل ذلك ذاع صيت عدد من القصائد وانتشرت بين متذوقي الشعر، كما كان لانتشار فن (الشيلات) الأثر الأكبر في نشر العديد من القصائد الجميلة التي زاد من روعتها التقديم والأداء الرائع من قبل المنشد، خصوصاً في القصائد الوطنية الحماسية، ومن روائع هذه القصائد قصيدة الأمير الشاعر خالد الفيصل التي نالت استحسان جميع من حضر افتتاح فعاليات سوق عكاظ لهذا العام 1439ه، وأسرت بعذوبتها قلوب كل من استمعوا إليها.. تقول كلماتها: هات يمناك وخذ بالعز يمنى ما لنا يالسّنافي غير حنّا ما ذِكِرْ دولةٍ زالت وعادت وهذي الثالثه منّا وعنّا من جَعَلْ -غيرنا- القرآن شَرْعه وقال دستوري المصحف وثنّى ومن جعل كَلْمِةَ التّوحيد رايه يوم كلٍ بالالوان يْتغنّى أَعْتَنقْنا كتاب الله عقيده يوم كلٍ عن اسلامه تونّا وخصّنا الله بخدمةْ ضيف بيته وقِبلْة الناس صارت في وطنّا خادم البيت سلمان العروبه فارس المجد يا زَبْنَ المجنّا سرْ بنا مثل ما كنّا تَرانا بالشّدايد صليب الرّاس منّا فدوة الدّين والدّار العزيزه وقدوة اللي يبي.. لكن تأنّى كما كان لقصائد الحكمة حضورها التي حفظها الناس من جمال أبياتها وتكرار سماعها في الشيلات، ومن أشهر تلك القصائد التي لاقت الكثير من الإعجاب قصيدة الشاعر حمود البغيلي التي يقول فيها: يا كثر ما قلت أبسوي وأبسوي ولا فيه شيٍ من اللي قلت سويته راحت حياتي وأنا أطري أنا أنوي واللي بغيته نسيته يوم خليته أنا أحسبني صغير وبالعمر توي لاشك شيبت وأحلى العمر عديته يا ليتني يا حمد يومه صفا جوي هاك الزمن يا شريف البيت خاويته يا كثر ما قلت أبسوي وأبسوي ولا فيه شي من اللي قلت سويته وكذلك قول الشاعر مبارك بن فايز السبيعي من قصيدة جميلة، والتي أداها أكثر من منشد حيث يقول الشاعر: سجه مع الهاجوس طبيعة لي طبيعة بموت ما جزت عنها أشكي على الخلاق وارفع له ايدي لا كثرت الأفكار يفك منها أما الكرم قد فاز به حاتم الطي حتى الفرس من شان ضيفه طعنها خلوني أكرم في حياتي وأنا حي ولامت مدري جثتي من دفنها خلقت في الدنيا وأنا ما معي شي وبروح منها ما معي شي منها مسكين يا اللي تحسب الواجد شوي والعافيه لو تنشري وش ثمنها كما كان لشعر الغزل والحكمة والوعظ والدعوة إلى التحلي بمكارم الأخلاق وطاعة ولاة الأمر وبر الوالدين النصيب الأكبر في انتشار القصائد الجميلة التي تحكي روعة ذلك، ومن تلك القصائد قصيدة الشاعر بدر المرضي، ومنها: يا كيف اوصف من غلاها حلاها سبحان ربي مابها أي عذروب نبع الحنان وجعل روحي فداها امي غلاها داخل القلب مكتوب لاغبت عنها احساسي كله معاها ولا شفتها كني لبست الهناء ثوب لو لحيتي طالت وشيبي غزاها تشوفني طفلا على الدرب يادوب وانا كبرت وغايتي هي رضاها هي جنةٍ للرب يغفر بها ذنوب أخيراً فإن الكثير من الشعراء ومتذوقي الشعر يُجمعون على أن تذوق الشعر مع انتشار التقنية وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي بات أفضل وأجمل. حمود الضويحي Your browser does not support the video tag.