يحظى ضيوف الرحمن حجاج بيت الله المعمور في كل موسم حج بخدمات مصرفية راقية يقدمها القطاع المالي والمصرفي بالمملكة، وتتطور تلك الخدمات موسماً بعد موسم مواكبة لأرقى ما تقدمه أعرق المصارف العالمية من خدمات، لتلبي كافة متطلباتهم واحتياجاتهم، وتوفر مؤسسة النقد العربي السعودي السيولة المالية اللازمة لتتيح لهم مختلف الخدمات المصرفية التي يرغبونها، إضافة إلى الحصول على أفضل الأسعار عند تبديل العملات، كما تلزم عموم مكاتب البنوك والصرافة المعتمدة وفروعها الموسمية في مدينتي حجاج الجو والبحر والمشاعر المقدسة في مكة والمدينة المنورة والمنافذ الحدودية وخطوط سير الحجاج بالبقاء مفتوحة بصفة مستمرة خلال موسم الحج بما في ذلك الجمعة والسبت من أجل تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوار. وتظهر قصة بدء العملات الورقية في المملكة أن جهود مؤسسة النقد العربي السعودي المبذولة لخدمة الحجاج ليست مستحدثة بل كانت منذ بدايات المؤسسة، إذ ظهرت العملات الورقية السعودية، نتيجة لرغبة المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في تسهيل أمور حجاج بيت الله الذين كانوا يلاقون مشقة من حملهم للريالات الفضية الثقيلة، فكانت الخطوة الأكثر جرأة في نظام النقد السعودي، والتي تمثلت بقيام مؤسسة النقد بإصدار ما عرف آنذاك بإيصالات الحجاج التي طرحت للتداول اعتبارا من 1372/11/14ه (1953/7/25م) من فئة العشرة ريالات، والتي طبع منها خمسة ملايين إيصال، كطبعة أولى، كتب على هذا الإيصال عبارات متعددة باللغة العربية والفارسية، والإنجليزية والأردية، والتركية، والمالاوية، ما يحفظ لحاملها قيمة هذا الإيصال من الريالات الفضية السعودية، وعلى ما يبدو أن هذه التجربة لاقت الاستحسان والقبول من حجاج بيت الله الحرام، ونالت ثقة الناس في السوق المحلية من تجار ومواطنين، الأمر الذي دفع بالمؤسسة إلى إعادة إصدار تلك الفئة وفئتين جديدتين أخريين من فئة الخمسة ريالات سنة 1373ه (1954م)، وفئة الريال الواحد سنة 1375ه (1956م) وكان لنجاح هذه التجربة أن المواطنين والحجاج لم يستبدلوا تلك الإيصالات بالعملة المعدنية، بل استمروا في تداولها واستنتجت الدولة ممثلة في مؤسسة النقد العربي السعودي أن المواطنين والحجاج راغبون في استبدال العملات المعدنية بعملة ورقية. واستمرت الخدمات المصرفية المقدمة للحجاج والمعتمرين في التطور موسما بعد موسم مواكبة لنهضة هذه البلاد وسط حرص ورقابة مشددة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية على حفظ حقوق الحجاج والمعتمرين وتوفير السيولة المالية اللازمة لهم بكل الفئات المختلفة من الريال السعودي في كل موسم لتتيح لهم الكثير من الخدمات إضافة إلى الحصول على أفضل الأسعار عند تبديل العملات، سواء لدى فروع البنوك العاملة بالمملكة أو الصرافين المرخص لهم بمزاولة المهنة والذين يزيد عددهم على 58 صرافا من الفئة "ب" و4 صرافين من الفئة "أ" وهو عدد كاف لخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، وتوفير احتياجاتهم من السيولة النقدية اللازمة لقضاء حوائجهم في أيام الحج. إيصالات الحجاج صدرت تسهيلا من المؤسس لخدمة الحجاج Your browser does not support the video tag.