مرت الانتفاضة الإيرانية الأخيرة بثلاث جولات منذ 29 ديسمبر 2017 وحتى الآن، وبعد 40 عاماً من نضال الشعب الإيراني اقتربت معركتهم مع الملالي من جولتها الأخيرة. وقال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حسين داعي الإسلام إن الجولة الأولى من انتفاضة الشعب الإيراني بدأت في 29 ديسمبر 2017 من مدينة مشهد وتوسعت بسرعة إلى قرابة 140 مدينة إيرانية، أما الثانية فكانت في 28 مارس 2018 حيث انطلقت مع انتفاضة الأحوازيين واستمرت حتى أواخر يونيو 2018 مع انتفاضة المزارعين الأصفهانيين وأهالي مدينة كازرون والإضراب العام لسائقي الشاحنات الثقيلة في حين شاهدنا تظاهرات المعلمين العارمة في نفس الوقت أيضاً. وأضاف أن الجولة الثالثة اشتعلت في 31 يوليو مع انتفاضة مدينة أصفهان، وقبل هذا التاريخ أي في أول شهر يوليو كان قد أضرب سائقو الشاحنات الثقيلة في جميع أنحاء البلاد وكذلك كانت حال الأسواق المختلفة في طهران والمدن الأخرى أيضاً، وما زالت الانتفاضة مستمرة حتى الآن. وأشار إلى أن الاحتجاجات في الوقت الحالي تشمل 13 مدينة إيرانية على الأقل هي (شيراز، كرج، طهران، همايونشهر، أراك، أحواز، قهدريجان، مشهد، نجف أباد، وقرجك، ورامين، واشتهارد، وقم)، هذه المدن بثت أخبار وصور انتفاضتهم على الهواء، وما زالت مستمرة حتى الآن. واستطرد أن الجولة الثالثة أظهرت تغيراً نوعياً مقارنة بالخطوات السابقة للانتفاضة، حيث إن معنويات الشبان تناطح السماء في مواجهة القوات القمعية، وفي الناحية المقابلة كانت قوى الشرطة تعمل بمعنويات مدمرة وشبه مفقودة، بالإضافة إلى مشاركة المرأة بكثافة في هذه الانتفاضة العظيمة. وأردف أن المحتجين يرددون في تظاهراتهم الشعارات التالية: (الموت لخامنئي، الموت لمبدأ ولاية الفقيه، هذا الشهر هو شهر الدم.. الملالي ساقطون، ليقتل الملالي لا تنفعهم الدبابة والمدفع). وأكد أن جدار الكبت سوف ينهار بشكل كامل، فالشبان والعجزة، النساء والرجال وجميع أفراد الشعب الإيراني أظهروا في هذه الأيام بأنه لم يتبقَ في قلوبهم أي ذرة خوف من النظام. وتابع: هؤلاء الملالي هم أنفسهم الذين أوصلوا الشعب الإيراني إلى هذه النقطة فلم يعد هناك أحد يخشى من فقدان أي شيء بعد الآن، لافتاً إلى أنه بعد 40 عاماً من نضال الشعب الإيراني اقتربت معركتهم مع الملالي من جولتها الأخيرة. وفي سياق متصل، أقيم معرض في الدائرة الأولى لبلدية باريس لمدة أسبوع بمناسبة مرور 30 عاماً على مجزرة السجناء السياسيين في إيران والتي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي العام 1988. وعقدت جلسة لتكريم شهداء المذبحة تحدث فيه جان فرانسوا لوغاره رئيس الدائرة الأولى لبلدية باريس حول الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني ومذبحة 1988. وقالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي: في العام 1988، وبالضبط في مثل هذه الأيام، كانت السجون في جميع أنحاء إيران في خضم مجزرة للسجناء، وجاءت عملية الإبادة الجماعية على أساس فتوى صادرة عن خميني، مؤسس نظام الملالي، ثم، في غضون بضعة أشهر، أعدم الملالي 30 ألف سجين سياسي شنقاً. وأضافت: لقد مرّ الآن ثلاثون سنة.. لكن لم ننساهم بعد كل هذه الأعوام، بل إنهم الضمير المستيقظ والنضالي للمجتمع الإيراني. وتابعت: يمكن رؤية هذا التأثير على مستويين، الجانب الأول حركة التقاضي التي اتسعت واستمرت منذ عامين، حصل خلالها أنصار مجاهدي خلق على أدلة جديدة بشأن المجزرة، ما جعل الملالي في وضع حرج للغاية كما لو أن هذه المجزرة قد حدثت للتو، أما الجانب الثاني فإن شهداء المجازر هم مصدر إلهام للشعب الإيراني، وخاصة للشباب. وأشارت إلى أن المتظاهرين في كل مدينة يتذكرون كم من المقاومين قتلوا من أجل الحرية، ويعرفون طموحاتهم ولماذا ضحوا بحياتهم وما رسالتهم. Your browser does not support the video tag.