حذر خبراء سودانيون من خطورة الهجوم على ناقلتي النفط السعوديتين من قبل جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من ايران، معتبرين أن الهجوم مؤشر علي وقف الملاحة العالمية عبر مضيق باب المندب الامر الذي يشكل تهديد صريح للسلم والامن الدوليين. واجمع الخبراء علي أن الهجوم عمل ارهابي منظم أظهر الوجه البشع لجماعة الحوثي ومن يقف خلفها للإخلال بالأمن الدولي. واعتبر الخبير السوداني د. محي الدين محمد محي الدين أن الهجوم تطور خطير سيحدث تحولات كبيرة في مسار العمليات ضد الحوثيين وذلك لأن الأضرار بالملاحة في البحر سيؤثر على امدادات الطاقة في العالم وهو ما لا يمكن السماح به. وقال محي الدين ل « الرياض» أن السيناريو المتوقع هو تصعيد العمليات التي تستهدف الوجود الحوثي في منطقة الحديدة خاصة من قبل الولاياتالمتحدة بعد تصريحات رئيس الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني حول أمن البحر الأحمر والتي حملت تحذيرات من قائد فيلق القدس للولايات المتحدة. وأضاف « في هذه الحالة قد نرى مشاركة اكبر للاسطول الأمريكي في معركة تحرير الحديدة اليمنية « ويؤكد محي الدين أن هذا السيناريو يحمل ابعادا أخرى تتصل بموقف إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترمب من ملف إيران النووي والضغوط التي تمارسها على إيران للتخلي عن تدخلاتها الإقليمية التي تزعزع استقرار المنطقة. وتابع قائلا « يبدو هذا واضحا في تأكيدات الحرس الثوري أنه قد يغلق الملاحة في مضيق هرمز وهو تحدي سافر للإرادة الدولية ونذير بأن التحالف بين إيران والمنظمات التي تحارب بالوكالة عنها قد يعمل على تنسيق جهوده لعرقلة التجارة الدولية باستهداف حاملات النفط بهدف حمل أميركا على تقديم تنازلات لصالح ايران». ويحذر محي الدين أن من التصعيد من قبل الحوثيين قد يقود الي تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية على ساحل البحر الأحمر وهي عمليات قد تتنوع في أشكالها لكنها ستظل محدودة في حجمها كما انها ستزيد من عزلة الجماعة وتألب عليها دول العالم ما يعجل بنهايتها». ويري الخبير السوداني أن الأمر يحتاج الي مزيد من التنسيق والعمل الميداني لقوات التحالف العربي على الأرض اليمنية وعلى ساحل البحر الاحمر لتأمين الملاحة في مضيق باب المندب بالتعاون مع الشركاء الدوليين بحسبان ان جماعة الحوثي تنظيما إرهابيا بات يهدد الأمن والسلم الدوليين. ومن جانبه يؤكد الخبير العسكري السوداني اللواء متقاعد د. الصادق عبد الله أن ماتقوم به جماعة الحوثي يعتبر تهديد مباشر للامن والسلم الدوليين ولابد من تكاتف دول العالم لوقف هذا الارهاب. ويؤكد أن ماقامت به جماعة الحوثي فعل اخرق لانه حتي في حالة الحرب لايحق لك منع الملاحة عن السفن والعاييمات البحرية وإذا حدث استهداف وقصف مدفعي أو صاروخي في البحر الأحمر وخليج عدن فإن السفن سوف تتفادى المرور بهذه المنطقة أو عبورها تفاديا للمخاطر مما يؤدي لتوقف الملاحة البحرية العالمية وهذا فعل يعاقب عليه القانون الدولي. ويحذر عبد الله من أن يؤدي ماقامت به الجماعة المتمردة لاغراء شركات التأمين العالمية مثل لويدز للتأمين البحري لمضاعفة نسبة التأمين لما يصل لأرقام فلكية. ويري أن هذا الفعل من ناحية استراتيجية قد يدفع الدول الكبرى والدول الغربية خاصة للتدخل. ويشير الي أن الدول الكبرى ليست بعيدة حيث تجوب اساطيلها البحار وهنا اقرب مثال جيبوتي التي تستضيف قواعد فرنسية وقوات الافريكوم وغيرها، إضافة للقوات الدولية التي تتابع مكافحة القرصنة البحرية على السواحل الصومالية والمحيط الهندي. ويقول عبدالله إن هنالك تعقيدات شديدة للبيئة الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي وشرق أفريقيا ودولة اليمن حيث هنالك العديد من الدول الفاشلة التي تعاني من مشاكل وحروب أهلية داخلية مثل الصومال ودولة جنوب السودان، ويضيف «كل ذلك يعني أن هنالك تجارة وتهريب للسلاح والبشر والمخدرات وخلافه وذلك سيسبب مشاكل واختراقات في الأمن القومي لدول إقليم البحر الأحمر وخلافه اضافة لتهديد وايقاف الملاحة الدولة. ويؤكد عبدالله أن الامر لايهم المملكة فقط بل يهم دول المنطقة والعالم كلها والمملكة لها خيارات عديدة خاصة وانها تمتلك موانئ تطل على ساحلها الشرقي على الخليج العربي مثل مينا الجبيل والظهران وغيرها فيمكن لها أن تغير من موانئ البحر الأحمر. وفي السياق ذاته يقول المحلل السياسي السوداني الشيخ يوسف الحسن أن الإرهاب الذي ترعاه ايران بدعمها الواضح لمليشياتها ك«حزب الله» وجماعة الحوثي، يشكل امتداداً لأهداف دولة الملالي وخطتها في المنطقة، والتي يمكن تلخيصها في محاولة تقويض استقرار الدول والاستثمار في تهديد أمنها ومن هنا جاء الهجوم علي ناقلتي النفط السعوديتين. ويرى الحسن أن الهجوم لاينفصل عن السياسة العبثية لإيران في المنطقة والتي أوجدت أرضاً خصبة للإرهاب. Your browser does not support the video tag.