لم يتوقف النظام الإيراني يومًا عن تهديده الملاحة الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر مستغلاً حدوده البحرية على مضيق هرمز، أو علاقاته الاستراتيجية مع بعض الدول الإفريقية التي تحولت إلى منصات إيرانية لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وبعد تدخله في اليمن نجح النظام الإيراني في الوصول إلى باب المندب، واستغلال جماعة الحوثي (ذراعه الإرهابية)؛ لاستهداف ناقلات النفط، وتهديد التجارة العالمية، والملاحة الدولية بشكل عام. تشكِّل السيطرة على باب المندب أحد أهداف النظام الإيراني الرئيس في اليمن لتحقيق أهداف مختلفة، كضمان تدفق الإمدادات العسكرية لجماعة الحوثي، وعرقلة الملاحة الدولية من خلال استهداف ناقلات النفط والبضائع، واستغلال المضيق كورقة ضغط وتهديد للمجتمع الدولي. يبدو أن التضييق على النظام الإيراني في بعض الدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر، وطرده منها، دفعه للتركيز على اليمن كقاعدة انطلاق لاستهداف الناقلات البحرية بأنواعها تحت غطاء جماعة الحوثي التي ينسب لها جميع العمليات الإرهابية الموجهة ضد السعودية، أو الملاحة الدولية. لا يمكن بأي حال من الأحوال إخفاء الدور الإيراني الرئيس في تلك العمليات الإرهابية التي لم تعد موجهة ضد المملكة فحسب بل للمجتمع الدولي الذي يعتمد على البحر الأحمر كممر رئيس للتجارة الدولية. يشكل استهداف ناقلة نفط سعودية من قِبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران تهديدًا خطيرًا لحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية العابرة للمضيق، وتهديدًا للاقتصاد العالمي، والبيئة البحرية، المتضرر الأكبر من أي تسرب نفطي - لا قدر الله - إضافة إلى تهديدها الأمن الإقليمي والدولي. ويؤكد في الوقت عينه أهمية ضبط ميناء الحديدة، والسيطرة عليه دوليًّا لوقف تهريب الأسلحة والصواريخ من إيران إلى مليشيا الحوثي الإرهابية. قد يكون استهداف ناقلة النفط بداية هجمات إرهابية منظمة لسفن الشحن بأنواعها ما لم يتدخل المجتمع الدولي لردع مليشيا الحوثي والنظام الإيراني، المسؤول الأول عن تلك الهجمات الإرهابية. وبالرغم من نجاح قوات التحالف في إحباط الهجوم على ناقلة النفط السعودية إلا أن تضافر الجهود الدولية في مواجهة النظام الإيراني وجماعة الحوثي ميدانيًّا، وسياسيًّا من خلال مجلس الأمن، بات مطلبًا لردع تجاوزاتهم الإرهابية. تهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب جزء من إعلان حرب على المجتمع الدولي الذي يفترض أن يكون له دور أكبر في حماية الممرات البحرية الدولية، وفق القوانين الدولية. مجلس الأمن مطالَب بإصدار قرارات رادعة ضد النظام الإيراني وجماعة الحوثي في اليمن، بما يسهم في وقف هجماتهم، ومعالجة الملف اليمني، الذي لن يغلق مع التدخلات الإيرانية، وعرقلتها الحلول السياسية، ومدها مليشيا الحوثي بالأسلحة والمال والخبرات العسكرية والتقنيات الحديثة.