من الملاحظ للجميع أن المتغيرات متسارعة من حولنا، وقد تفقد الإنسان قدرته على استيعاب حجم المستجدات في حياته، وهي الدافع للبعض والمستثير لهم للبحث والعمل لمواكبة موجات التغيير التي تجتاح العالم بأسره.. موجات تغيير بدأت بالتصاعد بقيادة شاب طموح رأى المستقبل بصورة مشرقه وآمن بالحالمين وأعتبر أن الأرض لهم، وهم من سيقود التغيير.. إنه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عندما قال سموه؛ لدينا شعب يمتلك دهاء وعزيمة جبارة تجعله يساهم بالوصول بالمملكة العربية السعودية في برامجها ومشاريعها الى آفاق جديدة في العالم. فإذا كان هذا هو الفكر الذي يقود وطننا كان لابد أن نتماشى مع واقع التغيير والتطور في كافة المجالات، ومن أهم أهداف التحول الوطني (جودة الحياة) هي رفاهية المواطن.. لذا فالفكر التنظيري البعيد عن الواقع سيبدأ بالتراجع، وسيكون من الماضي قريباً؛ أما الفكر الواعد الحالم الباحث عن الجديد؛ فإنه سيكون المؤثر الأكبر في وعي الأجيال القادمة، ونظرتهم لأهمية العمل لإحداث التغيير، ولن يتم ذلك إلا إذا بدأ كل مواطن بمجاله. وبما أنني مهتم بالشأن العقاري أرى أنه حان الوقت للتأسيس لعدد من البرامج منها (البرنامج الوطني للابتعاث في علوم العقار وتنمية الفكر)، وعلاقتها بالعمارة والهندسة وكيفية تحقيق الحد الأقصى من التعاون والتكامل لما يخدم مجال التطوير العقاري "الإبداعي"، وليساهم في فهم المتغيرات العالمية وكيفية إدارة الأزمات بالخطط والأنظمة والقوانين التي تتلاءم مع احتياجاتنا؛ كما أنه يستهدف تنوير الناس وحمايتهم من أي إشاعات قد تؤثر فيهم وفِي قراراتهم المستقبلية، فالعقار علم لا يقل أهمية عن بقية العلوم، وكما قال غوستافو باشلير في كتابه جماليات المكان "إن العقار كائن حي يعيش معنا منذ الولادة". فالعقار ليس مجرد بيت أو أرض؛ بل هو.. ذكريات، أحلام، واقع جميل.. ولكي نهيئ المكان الملائم لذكرياتنا، ونحدث الفرق ما بين الواقع والمأمول كالفرق بين هذا الهاتف وهذا الهاتف (كما أشار سموه) في وصفه البليغ لسرعة التطور، يجب علينا أن نعمل جاهدين على تسليح أنفسنا بالعلم أولاً ثم نقل التجارب الناجحة وتطويرها والتي ستفخر الأجيال بها كونها صناعة سعودية تجمع ما بين القيم والحضارة، وتتماشى مع احتياجاتنا، وذلك لن يتم إلا بدعم قوي يؤمن بالحاجة لهذا العلم.. ولإيماني الشديد بأهمية التنوع الحضاري والفكري؛ أرى أنه لابد من فتح الأبواب لآفاق تتعدى الواقع وتنقلنا خطوات للمستقبل. ومن هذا المنطلق فإن فكرة برنامج الابتعاث من خلال اتحاد المؤسسات النشيطة ستحقق التغيير المطلوب وستساهم في رفع كفاءة العمل المنظم المتكامل وستنهض بهذه الصناعة التي تحتل المركز الثاني كرافد اقتصادي وطني. Your browser does not support the video tag.