إن الموضوع الأساسي لهذا المقال عزيزي القارئ هو مواجهة صريحة لواحدة من الظواهر الدينية والاجتماعية التي يتناولها البعض من السادة الأفاضل الدعاة والأئمة والتي معظمها الاجتهاد الملتزم بقواعد ومبادئ تنهض عليها بالضرورة المنهجية الرصينة والآلية هذا لا يغني عن القول بأن جماعة من علمائنا الكبار الذين نجلهم ونحترم ونقدر معطياتهم فقد تسلحوا بالعلم الرصين وتحصنوا بالمعرفة، ولذا فحديثنا ليس موجها لهذه الفئة التي تحصنت بالعلم والمعرفة وباتت هي المرشد والموجه والمعلم والمربي الهادي لطريق الصواب، لكنه موجه إلى فئة أغلبهم من الشباب أرى فيهم التشدد الذي يقف متصلبا حيال بعض من القضايا الدينية والاجتماعية، وأخالهم يحومون حول عشوائية الفضائيات التي يتناثر بفتاوى سندها ضعيف أو مجروح ويعوزهم التأني والتفكير في مقابلة ما جاء بالكتاب والسنة، وذلك على مستوى الفكر الثقافي وعلى المستوى القيمي الأخلاقي خاصة، وهم يلجأون لبرامج يشوبها الاستثارة الوجدانية بدلا من الاستعارات الذهنية، مما قد يؤدي إلى التقهقر بالأمة الإسلامية كالتأخر قليلا في مسيرة إنتاج العلم والمعرفة، ونحن لا زلنا وقوفا عند محطة الآمال والتهوينات، مما يجعلني اجتهد أيضا في وضع مجموعة من المقومات التي أرى أنه في إمكانية الداعية أو الإمام العمل بها، أرى نية إطار موضوعيا رغم أنني لست متخصصا في العلوم الشرعية. أولا: ضرورة وعي الداعية والإمام بخصائص الخطاب الديني في ظل القوى والعوامل الثقافية في الواقع المعاصر والإلمام بثقافة الاجتهاد والمستثير في غير تعصب أو تصلب أو تشدد (قولي أو فعلي)، ومن الأجدى إن كان ثمة تشدد فالتعرف على مقولاته وأسبابه والتصرف على إمكانيات التصدي له بالنقد العلمي المحايد. ثانيا: ضرورة تعرف الداعية أو الإمام على مكونات ذلك الواقع المعاصر ومن لم يتأت له ذلك، فما له إلا بزيادة مساحة الاطلاع والقراءة والبحث والتحقيق والانفتاح على ثقافة الآخر حتى لا يعزل نفسه عن ذياك الواقع، وهو أمر غير مرغوب فيه على الإطلاق، لأن شؤون الدنيا ليست قاصرة علينا وحدنا بل هي لنا كما هي لغيرنا. وها نحن ندلل على ذلك بتلك الهجمة الشرسة على الإسلام (الإسلام فوبيا) في الآونة الأخيرة (فيما بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م)، فهناك تشويه لعظمة الإسلام. ثالثا: ضرورة الارتباط المدرك الصادق الواعي بمشكلات المجتمع (إنتاج المتغير والحراك الاجتماعي الراكض)، خاصة تلك المصاحبة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وما يرتبط بها من ظواهر سلوكية، مثل: العنف والعدوان واغتصاب حقوق الآخرين. رابعا: ضرورة الإلمام بقضايا وطننا وقضايا الأمة وقضايا العالم بأسره ذات الأثر في الكيان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وأخيرا أرى أن يوضع للداعية برنامجا للقراءات يهدف إلى تنمية المعرفة والعلم وآخر إصداراته عملا على صقل مهاراته العلمية في المجال الدعوي، بحيث يخاطب العقول قبل العواطف بما يخدم المجتمع أفرادا وجماعات في دينهم ودنياهم والله المستعان. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 267 مسافة ثم الرسالة