لا بد أن نتوقف طويلاً ونتأمل في الخطوة العظيمة والإنسانية التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتنفيذها، والمتمثلة في إنهاء إجراءات الدخول للحجاج الإندونيسيين الأشقاء إلى الأراضي السعودية من داخل وطنهم، ونفذتها الجوازات السعودية في مطار سوكارنو هاتا في جاكرتا مؤخراً. نحتاج أن نتمعن في أبعاد هذه الخطوة الإنسانية، التي انعكست على روح ومعنويات الحجاج بشكل عام وكبار السن بشكل خاص، الذين لا تسمح لهم ظروفهم الصحية تحمل عناء الوقوف والانتظار طويلاً، وخلال تواجدي في صالة التنفيذ مع أخي سعادة اللواء سليمان اليحيى مدير عام الجوازات إضافة إلى مسؤولي الجوازات والطيران المدني الإندونيسيين؛ قرأت في وجوه الحجاج مشاعرهم الفياضة الزاخرة بعظيم الامتنان والتقدير لمن ساهم في تخفيف وعثاء السفر وعناء الترحال وتسهيل أعظم العبادات وأفضل القربات إلى الله؛ حج البيت الحرام. ولا شك أنّ وجود معظم قادة القطاعات الإندونيسية ذات العلاقة في المطار خير شاهد على نجاح التجربة وهي تطبق للمرة الأولى، والأكيد أنّ ذلك يعدّ نجاحاً لموسم الحج قبل أن يبدأ، وكانت هذه الخدمة ضربة لأعداء المملكة العربية السعودية أصابتهم في مقتل، وزعزعت خططهم الشيطانية الرامية إلى التشويش على موسم الحج بترديد أسطوانات مشروخة وأكاذيب مفضوحة، فهم الذين دأبوا على محاولة تشويه جهود المملكة الواضحة الجلية في خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، فكانوا كما قيل «كناطح صخرة ليوهنها»، وفي كل عام تخبو مساعيهم وتفشل خططهم، ويسجل التاريخ إنجازاً جديداً للمملكة. حتماً لن تكون مبادرة «طريق مكة» الوحيدة، بل هناك المزيد من الخدمات والمفاجآت السارة، التي ستخرس ألسن الضلال، فقد سخر الله لهذه البلاد من يقوم على خدمة المشاعر المقدسة وخدمة الحجاج والمعتمرين خير قيام. * سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا Your browser does not support the video tag.