في منطقة جازان قديماً تقام احتفالات الزواج لأيام وتبدأ قبل الفرح بأيام وتنتهي بعد الفرح بأيام أخرى، وقد تستمر لأكثر من أسبوع، تقام فيها الولائم وتدق فيها الطبول والدفوف ويفرح بها الناس ولا تزال بعض تلك العادات تنتهجها بعض القبائل حتى وقتنا الحاضر. فبداية الأفراح تبدأ في الليلة التي يتم فيها عقد القران بين الزوجين، فيكون فيها عرس ولكن بشكل مصغر وتسمى هذه الليلة بليلة العقد تدق فيها الدفوف وتفرح بها النساء وهي ليلة خاصة بالنساء فقط، حيث يجتمعن حول العروس وينشدن لها الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة وتدق الدفوف، وتعتبر هذه الليلة كليلة الفرح ولكن بشكل مصغر خاصة بالنساء فقط، وبعدها يتم التجهيز لفرح الزواج. وتستمر تجهيزات زواج العروس لأيام؛ وذلك من أجل الاستعداد لليلة الفرح والتي تزف فيها العروس لعريسها فتتجهز قبل فرحها بثلاثة أيام، ويبدأ يومها الأول منذ شروق الشمس ويسمى هذا اليوم بيوم الحناء أو ليلة الحناء، ففي اليوم هذا تجتمع النساء في منزل العروس وغالباً ما تكون النساء من أقاربها وجيرانها وذلك من أجل التحني بالحناء، وتلبس العروس في هذا اليوم الرداء الخاص بهذه المناسبة، فتلبس لباساً مزخرفاً ومنقوشاً وهو عبارة عن قطعتين مطرزتين على الطريقة الهندية ثوب وطرحة طويلة، وتجتمع النساء حولها وقت ما تقوم المحنية (التي تقوم بعمل الحناء) بنقش الحناء في كفي العروس، وبعضهن يتم النقش حتى قرب الأكتاف، وتكون يداها عبارة عن نقوش وزخارف مصنوعة من الحناء، كما يتم نقش الأرجل وحتى قرب الركبتين وهذا النقش خاص بالعروس، كما يتم نقش العروس بنقش يختلف عن بقية النساء، وفي أثناء نقش الحناء على العروس تدق الدفوف وترقص النساء حولها وتنشد المنشدات وتزغرد بقيتهن، وغالباً ما تحضر المحنية بعض المحنيات من أجل مساعدتها في عملها، فمنهن من تقوم بنقش العروس وبعد الانتهاء منها يقمن بالنقش لبقية النساء، ومنهن من تقوم بنقش العروس وبقية النساء بنفس الوقت، وتقوم أم العروس بإشعال النار في الموقد والميفا (وهو عبارة عن تنور يصنع من الطين والفخار ويستخدم في طبخ الحنيذ والطحين والحبوب)، وذلك من أجل تقديمه لضيوفها من النساء اللاتي حضرن لهذه المناسبة. الليلة الثانية وهي تختلف من قبيلة لأخرى ففي بعض القبائل تجتمع النساء من أهل العريس في منزل أهل العروس في الليلة الأولى من الحناء، وتكون هي الليلة الوحيدة لنقش الحناء ولا تقام الليلة الثانية من نقش الحناء، وبعض القبائل تقيم الليلة الأولى للحناء للعروس وأهلها، وتكون الليلة الثانية لأهل العريس وتكون أم العريس قد عزمت ضيوفها من الأقارب والجيران من أجل الحضور والتحني في منزلها وتكون على حسابها وبضيافتها. وتأتي الليلة الثالثة وهي الليلة التي تسبق الفرح بيوم وأحياناً يومين وتسمى بليلة (الحمل)؛ وهي الليلة التي يقوم فيها العريس وأهله بنقل الهدايا والتموين لبيت أهل العروس وغالباً ما تكون الهدايا عبارة عما يقتنيه المطبخ بكامل أدواته من أطباق الطبخ وبعض التموينات من أكياس الأرز والسكر والذرة والعصيرات بجميع أنواعها ومن الملابس والأقشمة بأشكال وألوان مختلفة، وأيضاً تكون هناك أعداد من الخرفان والغنم وتكون هذه الهدايا خارج المهر الذي يقدم للعروس ويتكفل بها العريس، وبعض هذه الهدايا والتموينات تأتي مساعدة من بعض أقارب العريس والجيران والأصدقاء للعريس من أجل تقديمها لأهل العروس، وتبدأ ليلة الحمل من بيت العريس وتخرج في موكب من أهل العريس وأصدقائه وعلى دقات الدفوف والرقصات الشعبية وتستمر هذه الرقصات والدفوف حتى تصل الأحمال لبيت العروس، وهناك يكون استقبال حار من أهلها وتدق الدفوف ويرقص الشباب بالرقص الشعبي، وكذلك النساء في قسم خاص بالنساء حتى قرب الفجر، وتأتي ليلة الفرح بعد الانتهاء من تجهيزات العروس بشكل كامل وتكون ليلة من بعد العشاء غالباً، ويزف لها عريسها من قبل أهله لعروسه والتي تكون في انتظاره على (الكوشة) وهي عبارة عن مسرح مصغر مصنوع من قبل أحد النجارين بالمنطقة ويوضع بداخله (القعادة) وهي عبارة عن جلسة تشبه السرير مصنوعة من شجر السدر، و(الطفي) وهي أغصان (الدوم) شجرة تشبه النخيل وهي نوع من أشجار جوز الهند، وعند جلوس العريس بجانب عروسه يبدأ أهل العريس بالرقص بجواره والنشيد ومن تلك الأناشيد إذا كان اسم العريس محمداً: محمد.. سلم واستلم محمد.. راعي القلم محمد صندوق سيسان محمد وارد جيزان محمد عدها ألوف محمد في ديار الشيوخ محمد حينما نوى محمد طير الهوى محمد لا هدر هدر محمد كسر أمحجر محمد حصل كاذية محمد وأمه راضية محمد نجمة لامعة محمد يدرس جامعة محمد فل فاتشي محمد كهربا تشي ويضيف أهل العريس أنشودة من أجل بث روح الحماسة في العروس من أجل الرقص والإضافة هي: يا عروسه واهدّي العبي (كلمة هدي بمعنى أنزلي والعبي بمعنى ارقصي) ابن عمك ما هو أجنبي وتكون العروس في كامل زينتها وبعضهن يضعن النباتات العطرية على رأسها من نبات الكادي وبعض النباتات الأخرى وتغطى جميعها بالفل. كما تقام الرقصات الشعبية والتي يقوم برقصها الشباب أمام العريس بعد خروجه من (الكوشة) وتظهر فيها التحديات من الشباب لأفضل من يقوم بالعرضة الشعبية ومن يقدر مواصلة الرقص أكثر من الآخر وطريقتها بأن يتقابل شابان ويرقصان حتى ينسحب أحدهما بعد ما ينال منه التعب ويفوز عليه الطرف الآخر. وفي اليوم الثاني من الفرح وإذا زفت العروس لبيت زوجها تقوم في الصباح الباكر أو مع قرب الظهرية تعود العروس إلى منزل أهلها لإحياء الليلة الثانية من الفرح والتي تكون في منزل أهلها دائماً، والتي تقوم بها أم العروس وتدعو قريباتها وصديقاتها وجيرانها، وتقوم أم العروس أو إحدى قريباتها بعمل ما تسمى ب (العضية)، وهي تزيين شعر العروس بالنباتات العطرية بجميعها من الكادي والخطور والبعيثران وتغطى جميعها بالفل وتلبس العروس اللبس الذي يسمى ب (الميل)، وهو عبارة عن ثلاث قطع ما يشبه التنورة والصدرية وطرحة كبيرة يغطى بها رأس العروس في منظر جمالي، وتعاد فيها الأفراح في المساء بدق الدفوف والرقص، وبالليلة هذه تنتقل العروس من بيت أهلها لبيت عريسها وهو ما يسمى ب (النقول)، وبالليلة هذه يدفع فيها العريس مبالغ وهدايا حتى يتم نقل عروسه لمنزله مع كامل أغراضها وأدواتها الشخصية من ملابس وعطورات وأدوات تجميل. Your browser does not support the video tag.