يتواصل الغليان الشعبي في إيران ضد نظام الملالي، عبر تظاهرات تمثل المناطق الإيرانية كافة، وتشارك فيها جميع طبقات المجتمع، ما يعكس حالة الرفض العامة التي باتت تجتاح إيران إزاء نظام رجعي متعسف، حيث جرت تظاهرة حاشدة في برازجان أمس احتجاجاً على شح المياه، ودخل المتظاهرون في مواجهة مع القوى القمعية التي كانت تحاول تفريقهم، وأغلقوا طريق برازجان - بوشهر بإحراق إطارات السيارات. ويحرم أهالي المدينة من مياه الشرب في الحرارة الحارقة في المنطقة، وهم يعيشون في أوقات عصيبة للغاية بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقبل أسبوعين، بدأ أهالي برازجان احتجاجات جماهيرية بسبب انقطاع التيار الكهربائي والماء، وطالبوا بالنظر في حالة معيشتهم المتدهورة، وأطلق وكلاء النظام وعودًا جوفاء للحيلولة دون استمرار الاحتجاجات، ولكنهم لم يتخذوا أي إجراء في هذا الصدد خلال هذه المدة. وحيت المقاومة الإيرانية المحتجين، مؤكدة أن الفقر والبطالة وتدمير البيئة هو ما جلبه الملالي الفاسدون، وشددت على أن الإطاحة بهذا النظام وإقامة الديموقراطية هي الخطوة الأولى للمساواة والعدالة والإعمار في إيران. كما قام عدد كبير من التربويين المتقاعدين وغيرهم من المتقاعدين الذين جاؤوا من مدن مختلفة إلى طهران بالاحتجاج على عدم تلبية مطالبهم محتشدين أمام مجلس شورى النظام، وإضافة إلى المتقاعدين، شارك معلمون من مكافحة الأمية في الوقفة التي نظمت احتجاجاً على قلة الأجور وحالة المعيشة البائسة، كما شارك في التظاهرة المئات من خبراء التأمين الزراعي ممن لم يتم توظيفهم بعد 14 سنة من الخدمة. وهتف المتظاهرون"اتركوا سورية وفكروا في حالنا، ليطلق سراح المعلم المسجون، لن نسكت ما لم نستعيد حقوقنا، موائدنا فارغة كفى اضطهاداً وظلماً، رواتبنا بالريال والنفقات بالدولار، لم ير شعب هكذا ظلم، لو انخفضت حالة من الاختلاس لحلت مشكلتنا، والعيش والكرامة حقنا المطلق، عدونا هنا ويقولون كذبًا إنه أميركا". وحاولت القوات القمعية التي كانت منتشرة بكثافة في المنطقة بالتهديد لمنع الآخرين من الالتحاق، وكانت تمنع أي تصوير أو التقاط صور عن التجمع. وهتف المتقاعدون "هذا ليس ما نستحقه من الرواتب"، ومزّقوا أوراق رواتبهم وانطلقوا في مسيرة نحو منظمة التخطيط والميزانية وهم يهتفون ضد النظام. في الوقت نفسه، توجه المتقاعدون لمصانع الصلب القادمون من كرمان، وأصفهان، ومشهد، ومباركه، وزيرآب، وطبس، وسمنان، وشاهرود وسنجرود إلى طهران، واحتشدوا أمام صندوق التقاعد لهذه المصانع في شارع وزراء مطالبين بدفع رواتبهم وأقساط التأمين الصحي. من جهة أخرى احتشد المواطنون المنهوبة أموالهم من قبل مؤسسة ثامن الحجج الحكومية أمام مكتب المؤسسة في طهران مطالبين بإعادة أرصدتهم المنهوبة. وفي تحول آخر، احتج التربويون المتقاعدون في مشهد على عدم تحقيق مطالبهم واحتشدوا أمام مبنى المحافظة رافعين لافتات كتب عليها: "نريد تأمينًا شاملاً ومفيدًا، خفّفوا من الاختلاس وحلوا مشكلتنا". Your browser does not support the video tag.