بدأت في مقر مجلس النواب المصري بالقاهرة أمس، أعمال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في دورته ال 28 الاستثنائية، برئاسة رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية د. علي عبدالعال. ويرأس وفد المملكة إلى الاجتماع رئيس مجلس الشورى الشيخ د. عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ. ويناقش رؤساء المجالس والبرلمانات العربية تبعات قرار الولاياتالمتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدسالمحتلة، إضافة إلى التطورات في قطاع غزة. وفي بداية الجلسة الافتتاحية أعلن رئيس مجلس النواب المصري رئيس الاجتماع علي عبدالعال، تشكيل لجنة الصياغة للبيان الختامي للجلسة الطارئة لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية، من وفود مصر والمملكة ودولتي الكويتوفلسطين. كما أعلن عن موافقة أعضاء البرلمان العربي على الآلية التي طرحها لصياغة البيان الختامي، على أن يتم تشكيل لجنة صياغة تضم وفود دولة الكويت التي دعت إلى عقد الاجتماع، ومصر الدولة المضيفة وفلسطين المعنية بموضوع الاجتماع، والمملكة، بالإضافة إلى الأمانة العامة للاتحاد العربي. وعبّر رئيس مجلس الشورى الشيخ د. عبدالله آل الشيخ عن رفض المملكة العربية السعودية واستنكارها لإقرار الكنيست الإسرائيلي مؤخراً القانون المسمى "الدولة القومية للشعب اليهودي"، مشيراً إلى أن المملكة تؤكد أن هذا القانون يتعارض مع أحكام القانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية، والمبادئ السامية لحقوق الإنسان، ومن شأنه تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني والإسرائيلي، وعلى المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته والتصدي لهذا القانون أو أي محاولات إسرائيلية تهدف إلى تكريس التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني ومحاولة طمس هويته الوطنية والمساس بحقوقه المشروعة. وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية: "سبب عقد الاجتماع الطارئ ما شهده العالم مؤخراً من اعتداءات وقتل في قطاع غزة من قبل الكيان الإسرائيلي وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل الولاياتالمتحدة الأميركية سفارتها إليها، مؤكدا أن عقد المؤتمر يعكس الاستشعار المسؤول لخطورة الموقف وأهميته لما تحمله القضية الفلسطينية في وجدان الجميع من مضامين دينية وسياسية وحضارية واجتماعية تجعل من الأهمية بمكان تشكيل موقف عربي موحد وحشد للمواقف الدولية للتصدي للانتهاكات التي تتعرض لها بكافة جوانبها. وأشار إلى أن الشعوب العربية والإسلامية والشعوب المحبة للسلام متمسكة بالأمل بأن يترجم التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى واقع ملموس يعيشه الفلسطينيون بعامة والمقدسيون بخاصة أمنا وحرية وسلاما يحقق بذلك قرارات المجتمع الدولي التي لا تزال مع الأسف الشديد مستباحة من قبل قوى الاحتلال دون أدنى خوف من رادع أو عقوبة. وقدّم رئيس مجلس الشورى في هذا الصدد التحية للشعب الفلسطيني الشجاع الذي يناضل ببسالة متمسكاً بأرضه وبحقه في العيش الكريم مدافعاً عن أولى القبلتين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكل ما أتيح له من وسائل مشروعة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن المملكة تجدد التأكيد على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية وعلى الهوية العربية للقدس الشريف وعلى حق دولة فلسطين في السيادة على كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة العام 1967 بما فيها القدس الشريف وعلى حتمية انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري المحتل، والتمسك بالسلام كخيار استراتيجي وعلى حل الصراع العربي الإسرائيلي وفق مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية العام 2002 لتكون مشروعاً عربياً موحداً يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة.وأضاف آل الشيخ، "لقد وقفت المملكة العربية السعودية مع القضية الفلسطينية في جميع مراحلها وأطوارها وشغلت هذه القضية القائد المؤسس المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود واستحوذت على اهتمامه منذ البدايات الأولى لتفاقم الأوضاع في فلسطين وقد ظلت هذه القضية بعد وفاته تشكل هاجساً مشتركاً لدى أبنائه الملوك البررة من بعده الذين حملوا عبء الأمانة وتبعاتها دونما أي تفريط أو تقصير أو كلل، حيث كان ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية والمؤمنين بعدالتها، وأكد على ذلك في القمة العربية "التاسعة والعشرين" المنعقدة مؤخراً في المملكة والمسماة ب "قمة القدس"، حيث قال -أيده الله- "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين، وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية". وعبر عن حرص المملكة على ترجمة اهتمامها بالقضية الفلسطينية إلى واقع مشهود، حيث تبوأت المملكة الأولى في قائمة الدول الداعمة لفلسطين على كافة الأصعدة ومنها الدعم الإنساني والتنموي، وقدمت المملكة لصالح الشعب الفلسطيني ما يربو على ستة مليارات دولار أميركي منذ العام 2000.وزاد رئيس مجلس الشورى، إن المملكة بوصفها راعية للحرمين الشريفين "لتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، ولقد حذرت المملكة في وقت مبكر الإدارة الأميركية من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة، مبينًا أن هذا القرار يمثل انحيازًا كبيرًا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، التي كلفتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي، كما أنها أدت إلى استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم نظراً لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى". ورأى "أن هذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس بالحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها، إلا أنها تمثل منعطفًا خطيرًا، وتراجعًا كبيرًا في جهود الدفع بعملية السلام، وإخلالًا بالموقف الأميركي المحايد تاريخيًا من مسألة القدس، الأمر الذي سُيضفي مزيدًا من التعقيدات على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية". ولفت النظر إلى تجديد المملكة الدعوة لدعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة، وإلى ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادة العربية، مطالبة المجتمع الدولي بتكليف جهوده للوصول لحل شامل وعادل، على أن تشكل مبادرة السلام العربية خارطة طريق لحل الصراع بشكل نهائي. وشدد في ختام كلمته على أن قضية المسجد الأقصى بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام ليست قضية فلسطينية، بل هي قضية إسلامية عربية دولية، وهو ما يدعونا جميعًا اليوم للاستمرار في الوقوف بحزم ضد أي نوع من أنواع الاعتداء والعنف ضد الأشقاء في فلسطين أو العبث بتراث أمتنا الإسلامية والعربية وحفظ تاريخها وحضارتها ومقدساتها. Your browser does not support the video tag.