في سبيل تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، نشهد في وقتنا الحالي استقلال وزارة جديدة وهي «وزارة الثقافة» عن كيانها السابق «وزارة الثقافة والإعلام.» البعض يتحدث عن دور الوزارة الوليدة في تنمية الذوق الفني ومنح فرصة لإبداع أبناء الوطن في مختلف الفنون سواء أكانت موسيقى أم نحتاً أم رسماً أو شعراً وروايات أو غيرها من المواهب والمهارات. وباعتقادي إن دور الوزارة أعمق من ذلك بكثير. حيث يتمثل بالتأثير الإيجابي في سلوك الفرد السعودي في التعامل مع الأشخاص والأموال والأنظمة عندما يختلي بنفسه أو يتوارى عن الأنظار. فثقافة الأفراد تتضح عند إشارة المرور وعند التعامل مع عامل النظافة في الشارع والعمالة المنزلية والتعامل مع النفايات والمخلفات، عند احترام الطابور وحقوق الآخرين، عند التعامل مع المرأة والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والشيوخ في مختلف الأماكن، عند تعامل الطالب مع المادة العلمية التي يدرسها والمهارة التي يتعلمها، عند الامتناع عن الغش في الامتحانات والتجارة والصحة ومختلف الميادين رغم حصول فرص لذلك. الثقافة تتجسد في التعامل مع الأقارب ومع الغريب والجار والمحتاج. الثقافة عبارة عن فكر وسلوك ينتج عنهما نمط حياة لكل فرد، وإذا ما قلد الأفراد بعضهم البعض بطريقة تفكير واحدة وسلوك موحد، تكونت لدينا ثقافة مجتمعية. بظني إن دور الوزارة سيكون أكثر تميزًا إذا ما تركز على الفرد الذي يمثل نواة المجتمع، وعليها تكريس برامجها لتنمية ثقافة الإنسان السعودي والتأثير الإيجابي للارتقاء بفكره وسلوكه. Your browser does not support the video tag.