السلوكيات الخاطئة لدى أطفالنا جيل الغد بدأت تتغير وتتأثر بسلوكيات المجتمعات الأخرى في هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة بسبب وجود الانفتاح المعلوماتي والفضائي مما يصعب علينا عملية التربية السليمة لأجيالنا القادمة، لقد بدأنا نلحظ ضعف التربية بين أبنائنا.. فلا ندري هل المتسبب في ذلك هو الحضن الأول الأسرة، أم الحضن الثاني المدرسة لينشأ أطفالنا وشبابنا على سلوكيات تتناقض مع قيمنا الإسلامية. تتضح أمور متعددة خلال طيات هذا التحقيق: المنزل والمدرسة تقول المعلمة ن ع الشمراني: مسؤولية السلوكيات الخاطئة لدى أبنائنا في المدرسة يجب أن تعالج من قبل أولياء الأمور والمدرسة ولا غنى لأي منهما عن الآخر فهما مكملان لبعضهما البعض، وأولياء أمور الطلبة والطالبات يجب أن يغرسوا فيهم الخصال الحميدة وتهيئهم للجو المدرسي الذي يجب أن يكون القائمون عليه من الأكفاء، وعلى أولياء الأمور طلب موافاتهم بتقارير دورية عن مستوى أبنائهم في تحصيلهم العلمي من المدرسة وتزويدهم بأي ملاحظات على سلوكهم الإيجابية والسلبية ليكون ولي الأمر على اطلاع على هذه السلوكيات ليتعامل معها وفق ما يتطلبه الموقف، ولا بد من تقوية الصلة بين إدارة المدرسة والمنزل لجعل كل منهما مدركا لمسؤولياته لتعطي الطلبة حافزا للمضي قدماً نحو النجاح في كافة مناحي الحياة. اكتساب السلوكيات أما المعلم خالد الحربي مشرف تربوي فقد أكد أن السلوكيات الخاطئة التي يكتسبها الشباب بسبب أن بعضهم يجلسون في الطرقات أكثر من جلوسهم في المنزل، وهذه أصبحت عادة، فمنهم من يجلس حتى ساعات متأخرة من الليل، ويتساءل الحربي: أين الأهل ودور الأسرة؟ ويضيف: سألت طالب من طلابي عن سر تواجدهم في الشارع أكثر من البيت فرد بكل براءة ماذا نجد في يالبيت لنبقى فيه ولا نخرج للشارع، ويقول المعلم الحربي: هل لخروج الأب للاستراحات واهتمام الأم بالخروج من المنزل في أغلب الأحيان دور في ذلك. واقع الأسرة أما المشرف التربوي أ. اليابسي فقد علق على الموضوع بقوله: في اعتقادي أن خروج الشاب من المنزل هروب من واقع مرير في الأسرة أو ربما يكون هناك تجاهل كبير للشاب أو الطفل داخل المنزل من قبل والديه، والأمر الآخر ماذا يوجد في المنزل من مناشط أو أشياء تساعد على تفريغ طاقات كامنة داخل الشاب. ويؤكد: في رأيي الأسباب كثيرة ولكن معالجتها سهلة جداً وتتمثل في إنشاء مراكز الأحياء التي توجد بها ملاعب مختلفة وأنشطة مختلفة. وإقامة الأنشطة داخل هذا المركز سوف يجعل الشاب يفكر بالابتعاد نهائياً عن الشارع. السلوك العدواني ويرى اختصاصي نفسي تربوي أن السلوك العدواني من أحد أهم السلوكيات التي يتصف بها كثير من الأطفال في عصرنا الحاضر بدرجات متفاوتة، ويقصد به أي سلوك من شأنه إيقاع الأذى الجسدي أو النفسي أو الألم بالذات أو بالآخرين وبالأشياء، حيث يظهر بين الأخوة داخل الأسرة وبين الطلاب في المدرسة وفي الشوارع والأماكن العامة بأشكال مختلفة لفظية وبدنية، ومن أجل الوقاية من حدوث هذا السلوك عند الأطفال لا بد في البداية من التعرف على أهم الأسباب التي تدفع الأطفال في عصرنا الحاضر إلى التصرف بعدوانية، مرجعاً أن التعرض لخبرات سيئة سابقة كأن يكون قد تعرض الطفل لكراهية شديدة من قبل معلمه أو كراهية من والديه أو رفض اجتماعي من قبل زملائه الطلاب أو رفض اجتماعي عام وغيرها.. مما يدفع به إلى العدوانية في السلوك، ويضيف: الكبت المستمر فقد يعاني الطفل ذو السلوك العدواني من كبت شديد ومستمر في البيت من قبل والديه واخوته الكبار، أو من المدرسة من قبل المعلمين والإدارة، فيؤدي هذا الكبت إلى دفع الطفل للتخفيف والترويح عن نفسه وإفراغ الطاقة الكامنة في جسمه والتي تظهر على شكل عدوانية انتقاماً من مواقف الكبت المفروضة عليه. تقليداً أعمى ويضيف: ان التقليد من أهم الأسباب حيث أت كثيرا من الأحيان يظهر السلوك العدواني بدافع التقليد لما يقدم في الأفلام والمسلسلات حتى الكرتونية منها، ونجد في بعض الأحيان التقليد يكون للأب أو أحد الاخوة أو أحد أفراد المجتمع الذين يتسمون بالعنف والعدوانية، وفي النهاية نجد الطفل يقلد هذه المصادر، ولا يوجد مكان أحب إليه من إظهار قدراته ومهاراته القتالية من المدرسة. معالجة السلوكيات ويؤكد الدكتور أحمد بن حفيظ حافظ استشاري نفسي، أن هناك بعض الأطفال الذين يمارسون سلوكيات غير مرغوبة، لماذا؟ (ليس لأنهم أشقياء، أشرار، أطفال آخر زمن) بل لأنه تم تعزيز هذه السلوكيات الخاطئة من بيئتهم ولم يتم تعزيز السلوكيات الصحيحة، كمثل ذلك الطفل الصغير الذي ينطق أول ما ينطق بشتيمة معينة.. فتجد البعض يضحك له ويظهر علامات الاستغراب والبهجة والتي تدل على الموافقة مع أن ما فعله يعتبر غير صحيح... ومع مرور الوقت وبتصرفنا هذا تعزز هذه الشتيمة فيه ويستمر الطفل في تردادها. ويضيف: يجب أن نبعد مشاكلنا النفسية وخلافاتنا الشخصية ولا ندعها تؤثر على أسلوبنا في التعامل مع أطفالنا فبعض الأمهات للأسف إذا كانت غاضبة من زوجها تفرغ حجم غضبها في أطفالها (تشفي غليلها فيهم)، كما يجب أن يكون الهدف هو الإصلاح والتقويم وليس العقاب في حد ذاته، كما يجب أن نفرق بين شخصية الطفل وهويته وبين ما ارتكبه من سلوك. أما الدكتور عبدالله آل مبارك رئيس قسم الإشراف التربوي بالإدارة العامة للتعليم بالرياض يعد السلوك الذي يمارسه الإنسان مؤشراً مهماً للأعمال التي يقوم بها في حياته ولعل هناك بعض المشكلات السلوكية التي ظهرت أخيراً بين بعض الشباب في العالم ومنها ظهور بعض السلوكيات على مجموعة من أبنائنا الشباب ومن أشهرها قصات الشعر الغريبة والتي انتشرت عند مجموعة قليلة بالاضافة إلى قيام بعضهم بارتداء بعض القمصان والتي كتب عليها بعض الكتابات الأجنبية والتي ينافي البعض منها قيمنا الإسلامية وعاداتنا. ومن أجل الحديث عن هذه المشكلة يجدر بنا أن نتأمل الأسباب التي اسهمت في وجودها عند البعض من شبابنا. أشارت مجموعة من الدراسات التربوية المهتمة بدراسة السلوك وخاصة لدى الشباب إلى مجموعة من الأسباب التي أدت ببعض الشباب وهم قلة إلى تبني بعض القصات الغريبة وصبغها ببعض الألوان العجيبة ولبس بعض القمصان والتي كتب عليها بعض العبارات الأجنبية أو لبس بعض الملابس الموثرة على الرجولة إلى أن أسباب ظهور القصات الغربية تتمثل في الآتي: يعود السبب الأول إلى الفراغ الذي يعيشه بعض الشباب فهو يعيش يوماً مفتوحاص ليس به برامج تحدد مساره أو ارتباطات اجتماعية أو علمية تساهم في توجيه طاقاته بشكل مناسب نحو الأفضل في استثمار وقته وهذا الفراغ دفع الشباب إلى البحث عن ملء فراغه بتقليد الآخرين بهذه القصات العجيبة والغريبة. يعيش بعض الشباب حالة من النقص في شخصياتهم من خلال فشل دراسي أو من خلال نقص يعيشه في شخصيته مما يجعله يحاول لفت انتباه الآخرين بهذه القصات وهذه الألوان معتقداً بأنه أروى عطشه وسدد النقص الذي يعيشه في شخصيته. فترة المراهقة تعد فترة المراهقة التي تمر بالشباب فترة حرجة لبعض الشباب حيث إنها فترة تحدث للجسم العديد من التغيرات الجسدية فتبدأ الكثير من الغدد بالنشاط مما يساهم في تغيرات داخلية وخارجية على الجسد. غياب القدوة الحسنة المؤثرة للكثير من الشباب الذين يعيشون هذا السلوك مما يجعله يبحث في تقليد ومحاكاة النماذج الغربية وقد يكون الرفقاء هم قدوته التي يكتسب منها الكثير من القيم السلبية. وأثر وسائل الإعلام في عرض النماذج الغربية من خلال الفضائيات والمجلات المختصة في ذلك. وانتشار مجلات الموضة وعروض الموضة فيبدأ الشباب بتقليد هذه النماذج اعتقاداً منه بأنه أصبح متميزاً وأنه أصبح عالمياً بهذا التقليد. والسفر والاختلاط بالآخرين ساهم في انتشار هذه القصات الغريبة عند بعض شبابنا وهم قلة ولله الحمد. وعدم معرفة الشباب بالكتابات التي يحملونها على صدورهم مما ساهم في لبسهم لهذه الفانلات. طرق العلاج لهذه المشكلة طرق علاج هذه الظاهرة يحتاج إلى تضافر جميع مؤسسات المجتمع في وضع برنامج عمل متكامل لجميع المؤسسات التي تعنى بالشباب يشترك في جميع المختصين ومن أبرز طرق العلاج لهذه الظاهرة الآتي: الحوار مع الأبناء بشكل موسع ومستمر من خلال بيان أسباب رفض هذا السلوك وبيان السلوك الإيجابي. وتقديم نموذج الرسول عليه الصلاة والسلام كأنموذج عالمي وبيان أفعاله وأقواله وتعميق محبته في قلوبهم. وتعزيز القيم الإيجابية لدى الشباب منذ الصغر وتوجيههم بشكل مستمر. والابتعاد عن تعنيف الشباب والقسوة عليهم وتأنيبهم وتقزيمهم. ونشر لغة الرحمة مع الشباب وأن الحوار معهم في هذه القصات بسبب محبتهم والحرص عليهم. وأهمية دور الأسرة في توجيه الشباب بشكل متعقل وهادئ. وأهمية دور وسائل الإعلام في مناقشة هؤلاء الشباب والحديث معهم وبيان أن هذه القصات الغربية ليست من قيمنا الإسلامية. وإجراء دراسات ميدانية مع الشباب ومحاولة التعرف على أسباب وضعهم لهذه القصات وذلك لحل المشكلة من مصدرها. وزيادة مراكز الشباب الرياضية والاجتماعية والتي تعمل على تفريغ طاقاتهم وتعزيز القيم الإيجابية لديهم. وأهمية منع وزارة التجارة لدخول هذه القمصان.