بعد القرارات الحكومية الأخيرة وإقرار السينما وقيادة المرأة وتنظيم الحفلات الغنائية ودخول الملاعب والفعاليات الثقافية والترفيهية وقعت شريحة في فرحة غامرة ظنًا منها أن المجتمع سيتجه نحو الانفلات كما تهيأ لها ذلك، بينما في جانب آخر فرحت شريحة أخرى ظنت أن المجتمع السعودي سيقابل هذا الانفتاح الطبيعي بالرفض الكلي والشجب والاستنكار كما تتمنى، وشريحة ثالثة متسلقة وجدت في إقرار الأمر فرصة للتشفي من بعض المعارضين بأسلوب ساخر مستفز لا يعكس أي استشعار للوعي المطلوب في هذه المرحلة، لكن المفرح في الأمر أن جميع هؤلاء فشلوا في تشويه وإخراج الحدث عن مساره بصراعاتهم البيزنطية، فالمجتمع بشريحته الكبرى كان متقدمًا عليهم بخطوات كبيرة وتعامل مع هذه المتغيرات بوعي ومسؤولية أكد من خلالها تمسك المجتمع السعودي بقيمه وثوابته الراسخة ووسطيته المعهودة واستطاع أن ينجح نجاحاً باهراً في تعامله مع هذه المتغيرات الحياتية, وهو ما أسقط غلو الشريحتين الأولى والثانية لتصبح مجرد ثرثرة فوق أطلال صراع التيارات، إن اجترار هذه الصراعات القديمة والتي حسم أمرها ولي الأمر لاتنم إلا عن خوف من فقد النجومية وأضواء جماهير التبعية, متجاهلين أنها لم تعد صالحة للاستهلاك الاستعراضي بعد إقرارها من ولي الأمر وأنها قد أصبحت أمر حرية ممارستها يعود للشخص نفسه إن رغب فيها أم لم يرغب فيها بعيدًا عن وصاية أي «وصي اجتماعي» سمح لنفسه باقتحام خصوصيات الآخرين، لهذا أنصح أصحاب هذه الصراعات أن يكفوا عن صراعاتهم التي شوهت مجتمعنا بقصد أو بغير قصد, والكف عن تهويل الأمور لتحقيق نجومية زائفة لا تحمل أي مبادىء حقيقية أمام جماهيرهم المتعطشة لحفلات التراشق وتحقيق الانتصارات الزائفة, وعليها استيعاب أن الأوامر الملكية قد أصبحت نافذة كما نفاذ القوانين المصاحبة لردع من يتجاوزها بأشد العقوبات، ولهذا لينصت الجميع لما شدد عليه أب الجميع وولي أمرهم الملك سلمان -حفظه الله- في مقولته الشهيرة «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال» والتي عبر بها بلسان غالبية شعبه، إننا اليوم أمام مستقبل مشرق يحمل لنا نقلات جديدة قادمة نسابق بها الزمن حتى نلحق بركب العالم الجديد وهو ما يستدعي منا أن ننتقل بعقولنا مع هذا التغيير الإيجابي، وأن ننقل معنا إيضاً ثوابتنا وقيمنا الجميلة فهي من صقلت معادننا الأصيلة وهي من جعلتنا شعبًا ينافس العالم بأخلاقه النبيلة وسنثبت للعالم أجمع أن ثوابتنا وقيمنا ووسطيتنا مصدر قوة وتعزيز لإنفتاحنا المستحق لا مصدر تعطيل للحياة.. Your browser does not support the video tag.