يؤمن الرئيس ترمب أن الأصدقاء قبل الأعداء استغلوا الولاياتالمتحدة لعقود طويلة وفي مقدمتهم أقرب الأصدقاء الذين شكلت الولاياتالمتحدة معهم حلفاً غربياً بمصالح مشتركة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث وجه ترمب رسالة قاسية اللهجة إلى قادة عدد من أعضاء حلف الناتو بمن في ذلك ألمانيا وبلجيكا والنرويج وكندا وهي دول خفضت إنفاقها على شؤون الدفاع، حيث حذرت رسالة ترمب هذه الدول من أن الولاياتالمتحدة قد ينفذ صبرها إذا لم تزد الدول المعنية من إنفاقها على الشؤون العسكرية لتلبية الالتزامات الأمنية المشتركة التي تحمي هذا الحلف الغربي من كل التحديات الخارجية التي واجهته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأتى تحذير الرئيس ترمب قبل أيام من اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل في بروكسل، حيث سيكون الرئيس ترمب أمام تحدٍ كبير للحفاظ على الحلفاء ومنعهم في ذات الوقت من استغلال أميركا وميزانيتها الدفاعية الضخمة في حمايتهم. ومن المتوقع أن تستعر الخلافات في قمة بروكسل الأسبوع القادم بعد توتر في العلاقات فجره الرئيس ترمب في اجتماعات مجموعة السبع في كيبيك الكندية الشهر الماضي، ما زاد المخاوف الأوروبية من احتمالية عدم تضامن الولاياتالمتحدة مع الأوروبيين في مواجهة روسيا في شبه جزيرة القرم، خاصة أن ترمب يخطط لقمة مع بوتين عقب قمة شمال الأطلسي في هلسنكي، فنلندا يركز على إنجاحها مع القليل من الاكتراث بقمة شمال الأطلسي وحلفاء الولاياتالمتحدة. وجاءت رسالة الرئيس ترمب كمؤشر للأوروبيين على مدى جدية الإدارة الأميركية بإصلاح حلف الناتو، حيث أكد الرئيس ترمب في رسالته للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن «بعض الحلفاء لم يزيدوا من ميزانياتهم الدفاعية كما وعدوا وأميركا لا تزال تتطلع لذلك» كما جاء في الرسالة الولاياتالمتحدة تتحمل الكثير من الأعباء المالية لحماية أمن أوروبا ولكن حين يكون في القارة الأوروبية بلد باقتصاد جيد مثل ما هو الحال في ألمانيا، فهذا يعني أن التحديات الأمنية لكم لم تعد مشكلتنا» وأكدت رسالة ترمب للأوروبيين بأن الكونغرس متفق مع الإدارة على هذه النقطة ويؤيد مطالبة الأوروبيين بزيادة الميزانية الدفاعية وتخفيف الأعباء عن أميركا. وفي سابقة أولى من نوعها منذ عقود، تفكر إدارة ترمب بانسحاب واسع النطاق من ألمانيا حيث يتواجد 35 ألف جندي أميركي فيها منذ الحرب العالمية الثانية وذلك بسبب تشكيك إدارة ترمب بجدية ألمانيا بتحمل مهامها الأمنية والدفاعية اللازمة. وحملت رسالة الرئيس ترمب ألمانيا المسؤولية الأولى لفشل دول حلف الناتو بتحمل مسؤولياتها حيث جاء في الرسالة أنه كان يتوجب على ألمانيا الغنية أن تكون مثالا تحتذى به للدول الأخرى بالوفاء بالتزاماتها لضمان أمن الحلف. كما سأل الرئيس ترمب زعماء أوروبا «كيف أبرر للأميركيين بعد اليوم إنفاقنا الأكبر من رأسمالنا السياسي لحماية بلدانكم، وماذا أقول لهم عن الجنود الذين يتركون عائلاتهم ويعودون جرحى ومصابين لأجلكم؟». ولا تستبعد الإدارة معاقبة الأوروبيين إذا لم يلتزموا بتحذيرات ترمب ومن المتوقع أن يأتيهم العقاب على شكل تعريفات تجارية قاسية على كل صادراتهم إلى الولاياتالمتحدة. وفي مقابلة خاصة لمستشار الأمن القومي جون بولتون مع شبكة سي بي إس قال «الرئيس لا يهدف إلى زعزعة حلف الناتو بل على العكس هو يريده قوياً وإذا كان الحلفاء يلمزون إلى روسيا ويرونها تشكل تهديداً فليزيدوا من ميزانياتهم الدفاعية». كما يقف وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى جانب مستشار الأمن القومي بولتون والرئيس ترمب في مواقفهم الحازمة من التخاذل الدفاعي في أوروبا حيث كتب وزير الدفاع ماتيس إلى غافلين وليامسون، وزير الدفاع البريطاني، أن أميركا ترى القوة العسكرية البريطانية تتآكل بسبب عدم زيادة الإنفاق محذراً بريطانيا من أن فرنسا تكاد تتفوق على الشريك المفضل للولايات المتحدة -بريطانيا- وعلى المملكة المتحدة أن تتدارك نفسها. Your browser does not support the video tag.