قيادة السيارة ضرورة، وهي شيء أساسي لتمكين المرأة وقضاء احتياجاتها وليست ترفاً، فتجربة القيادة تجعل المرأة أكثر استقلالية واعتماداً على نفسها في إتمام أمورها اليومية، وذلك الحق بالقيادة يعد من تمكين المرأة، ومن المساواة المجتمعية، وهما من العناصر المهمة في رؤية 2030، فقيادة المرأة خطوة إيجابية في هذا المجال تجعل تحقيق الرؤية واقعاً ملموساً، وبلا شك فإن هناك صعوبات لكل خطوة وأمر جديد، ولكن مواجهة المخاوف والتغلب عليها أمر لا بد منه. بهذه الكلمات وغيرها عبر عدد من السيدات عن شعورهن ومخاوفهن وتطلعاتهن بشأن قيادة النساء للسيارة في المملكة، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على قطاعات عديدة في الاقتصاد الوطني، فحالة من الانتعاش الاقتصادي شهدتها كثير من القطاعات ذات العلاقة، مثل قطاع التأمين والصيانة وإكسسوارات السيارات، فضلاً عن بيع السيارات، مما حدا ببعض الوكالات افتتاح صالات عرض خاصة بالنساء، وتوظيف فتيات سعوديات مؤهلات تم تدريبهن وتعريفهن بالمواصفات ومزايا المركبات للمشتريات. آثار على الاقتصاد السعودي وذكرت مديرة الصحة والسلامة الغذائية في شركة الخطوط السعودية للتموين سلوى عبدالله الراجحي، أن الأمر السامي جاء بإصدار الرخص للذكور والإناث على حد سواء، مع تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها، فكان داعماً للمجتمع السعودي والأسرة والمرأة السعودية، فضلاً عن دعمه للاقتصاد السعودي، مشيرة إلى أن السماح للمرأة بقيادة السيارة له عدة جوانب إيجابية اجتماعية واقتصادية، فالقرار سيمكن المرأة من قضاء حاجاتها الشخصية، بجانب تمكينها من العمل، فالكثير من السيدات كانت المواصلات أحد العوائق التي منعتهن من الاستمرار بأعمالهن وتحقيق طموحاتهن. وأضافت أن القرار سيساعد المرأة على المشاركة والمساهمة في رفع المستوى الاقتصادي لدى الأسرة على وجه الخصوص والمجتمع بوجه عام، مبينة أن السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة سيكون له العديد من الآثار الإيجابية على الاقتصاد السعودي، فمع هذا القرار سيساهم في الاستغناء عن السائقين الأجانب وسيوفر رواتب العمال لدى الأسرة السعودية، وستوفر 4800 دولار سنوياً تقريباً مما سيعود بدخل إضافي للاقتصاد السعودي على شكل ارتفاع القدرة الشرائية لدى الأسر، وذلك يؤدي إلى تعزيز الإنفاق لدى الأسر في المملكة، وسيكون هناك حد في استقدام العمالة الأجنبية للعمل كسائقين، والذي يقلل بدوره من التحويلات الخارجية. وتابعت سلوى الراجحي: إن السماح للمرأة بالقيادة سيمكنها من المشاركة في التنمية الوطنية، فرؤية المملكة 2030 تتضمن مشاركة أوسع للمرأة في سوق العمل، لما له التأثير على التنمية الاقتصادية، مبينة أن المرأة السعودية واعية كفاية وقادرة على الالتزام بالقوانين والأنظمة المرورية، وهي أكثر حرصاً على ذلك، فالقرار جاء داعماً للأسرة السعودية وممكناً للمرأة، وأنا واثقة كل الثقة بأن المرأة السعودية سوف تبهر الجميع وستثبت كما أثبتت سابقاً أنها واعية كفاية، وأن قيادتها للسيارة ليس من شأنه تغيير مبادئها وقيمها، فهي ستظل أماً ومربية واعية، محافظة على دينها ومبادئها وقيمها. فتح آفاق جديدة للمرأة بدورها، بينت وكيلة عمادة تقنية المعلومات والتعليم عن بعد وأستاذ تقنيات التعليم المساعد بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز د. تهاني إبراهيم الدسيماني، أن تجربتها مع التدريب كانت في الولاياتالمتحدة الأميركية أثناء دراستها للحصول على درجة الدكتوراه، حيث قامت بإجراءات استبدال الرخصة الأجنبية فقط بعد تقييم سريع للقيادة. ونوهت بأنها لاحظت الجهود العظيمة التي تبذلها الدولة في سبيل دعم السيدات وتمكينهن من القيادة، من حيث إقامة مدارس تدريب مزودة بتقنيات عالية، مثل أجهزة محاكاة القيادة، والتدريب والتثقيف بقوانين المرور باستخدام الوسائط المتعددة، وإقامة ميدان فعلي للتدريب، وإيجاد بيئة تدريب آمنة ومتوافقة مع خصوصية المرأة، تدعمها إجراءات الإدارة العامة للمرور، والتي وجدتها من واقع تجربتها الشخصية سهلة وسلسة للغاية لمنح الرخصة للمؤهلات والقادرات على القيادة. وأكدت د. تهاني أن هناك عدة أسباب تدفعها لخوض هذه التجربة، مثل رغبتها بالاعتماد على نفسها في تنقلاتها، وعدم الرغبة بالاتكال على أي شخص آخر، ناهيك عن التكاليف المرتفعة لوجود السائق في المنزل، وانعدام الخصوصية والأمان في السيارة بوجود سائق أجنبي سواء معها أو مع أطفالها، أيضاً دعمها التام لهذا القرار الحكيم من قبل قيادتنا الرشيدة، وذلك لثقتها بأهمية القرار ونتائجه الإيجابية على جميع الأصعدة. وأشارت د. الدسيماني إلى أن قرار قيادة المرأة سيفتح آفاقاً جديدة للمرأة من ناحية تمكينها وتحفيزها لدخول سوق العمل، حيث إن نسبة استفادتها من دخل الوظيفة سيكون أكبر عند وجود وسيلة نقل خاصة بها، كذلك سيساعد القرار على توليد الكثير من الوظائف للسعوديات، وسيمكنهن من دخول سوق العمل بكل جدارة واقتدار، فلم يعد أمامهن العوائق السابقة والتي تتعلق بوسائل المواصلات، لذلك هي متأكدة بنتائج القرار الإيجابية التي ستنعكس على المجتمع والفرد، والتي ستساهم بدفع عجلة التنمية، وستكون المرأة السعودية عنصراً فعالاً ومساهماً كبيراً في تحقيق رؤية المملكة 2030. انتشار لمدارس تعليم القيادة للنساء Your browser does not support the video tag.