هناك مرضان أو حالتان رئيستان: الأولى: زيادة أو فرط إفراز هرمونات الغدة الدرقية Hyperthyroidism: السبب الأكثر شيوعا لفرط نشاط الغدة الدرقية قد يكون ناتجا عن مرض جريفز Graves (وهو مرض من أمراض خلل المناعة الذاتية)، كذلك من الأسباب وجود ورم حميد في الغدة أو تضخمها أو وجود خلل فيها، ما يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH)، وبالتالي إلى زيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، كما أن التهاب الغدة الدرقية من الأسباب الشائعة، وتحدث بعد الولادة أو بعد الالتهابات الفيروسية، وفي حالات نادرة جدا، قد يكون السبب نموا نسيجيا غير طبيعي في المبيض، يفرز هرمون الغدة الدرقية. ومن الأمور التي يجب التنبيه عليها أن بعض الأشخاص يتناولون مكملات غذائية من دون وصفة طبية وبكميات كبيرة، وبعضها تحتوي على هرمون الغدة الدرقية، فتظهر الأعراض من دون ارتفاع حقيقي في إفراز الهرمون، ما يسبب مشكلات صحية وعدم دقة في التشخيص.ومن أبرز أعراضه نقص الوزن بشكل ملحوظ، النهم أو الرغبة في تناول الطعام بشكل كبير، ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، التعرق ورجفة اليد أو الأصابع بعد فتح اليد، العصبية والتوتر، وجحوظ العينين. وهناك أعراض قد تظهر وقد لا تظهر مثل زيادة حركة الأمعاء، وصعوبة في التنفس، والإمساك، والتقلبات العاطفية، وتساقط الشعر، وصعوبة في النوم، وتضخم الغدة، وتتضح في العنق، وأيضا غزارة غير عادية للدورة الشهرية لدى النساء. ويتم علاج هذا المرض باستخدام اليود المشع أو الجراحة؛ لإزالة جزء من الغدة الدرقية، أو أدوية مثبطة لمستقبلات بيتا Beta Blockers (مثل بروبرانولول أو نادولول)؛ لإبطاء معدل ضربات القلب وتقليل رجفان الأيدي.وبالنسبة للتغذية، يحتاج المريض إلى تناول كميات كافية أو بالحد الأعلى من التوصيات الغذائية من العناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل الطاقة والبروتين والفيتامينات والمعادن؛ بسبب ارتفاع معدل الأيض الداخلي إلى مستوى غير طبيعي، حيث تتراوح كمية الطاقة المتناولة من 4000-5000 سعرة حرارية، بينما هي (3000 سعرة حرارية للأصحاء)، وتزيد كمية البروتين ما بين 120-130 جراما يومياً؛ وذلك لمقاومة فقدان الوزن، وظهور علامات سوء التغذية، (بينما هي (70-80 جراما يوميا للأصحاء)، وأيضاً تناول الأطعمة الغنية بفيتامين أ ومجموعة ب، وفيتامين ج، والكروتينات، والكالسيوم والفسفور، كما يجب تجنب التدخين والكحول والمشروبات المحتوية على الكافيين.الأخرى: نقص إفراز هرمونات الغُدة الدرقية Hypothyroidism: وهي مرض أكثر شيوعا من فرط نشاط الغدة، ويحدث بسبب عدة عوامل من أهمها نقص اليود، وتظهر عليهم أعراض عامة مثل زيادة الوزن وترهلات الجسم؛ والميل إلى النعاس والشعور بالكسل والخمول، والإحساس بالبرودة بالذات في الأطراف. ويتم علاج نقص هذا الهرمون بتناول عقاقير بديلة لهرمون الثايرويد، ويمكن أن تستعيد الغدة بعدها نشاطها مرة أخرى، وقلما تحتاج هذه الحالات إلى أي تدخل جراحي، كما أن الجسم يحتاج إلى يود من مصادر طبيعية مثل الملح المزود باليود وكذلك المأكولات البحرية كالأسماك البحرية، مع عدم تناول خضراوات العائلة الصليبية (كالملفوف والزهرة والبركولي واللفت والسبانخ) نيئة وبكميات كبيرة؛ لأنها تمنع امتصاصه. ولأن الشخص المصاب بضعف الغدة يزيد وزنه عاليا، فلا بد من تقليل السعرات الحرارية المتناولة بحوالي 30-40 في المئة من الاحتياجات اليومية، وتناول كميات كافية من البروتين والدهون (بحيث لا تزيد على 30 جراما يومياً، ويكون معظمها من الزيوت النباتية)، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن. تشخيص المرض لا يمكن الاعتماد على الأعراض لتشخيص تلك الحالات، ولا بد من إجراء فحص للدم لمعرفة نسبتهما، والنسبة الطبيعية لهرمون T4 ما بين ( 65 - 160 نانومول لليتر الواحد (Nmol per liter) أو ( 4.5 - 12،5) ميكروجرام لكل ديسيليتر (Micrograms per deciliter)، وبالنسبة للهرمون الحر FT4 فالنسبة الطبيعية ما بين (10 - 25) بيكومول لليتر (Pico Mol liter)؛ أي (0.8- 3،3) نانوجرام لكل ديسيليتر (Nanograms per deciliter). النسبة الطبيعية لهرمون T3 فهي ما بين (80-190) نانوجرام/ ديسيليتر والهرمون الحر ما بين ( 0.25-0.65) نانوجرام/ ديسيليتر. وهذه النسبة الطبيعية هي لكل الأعمار للرجال والنساء والأطفال، وهي نسب تقريبية؛ لأنها تختلف حسب الأشخاص ومعايير المختبر. ننبه إلى نقطة مهمة، وهي أن بعض الأدوية قد ترفع نسبة هرمون T4 في الدم، ولا بد من إبلاغ الطبيب بأن الشخص يتناولها لكيلا تؤثر في دقة التشخيص، ومن أمثلة تلك الأدوية حبوب منع الحمل، التي تحتوي على الإستروجين، كلوفيبرات (دواء خافض لدهنيات الدم - Clofibrate) وبيرفينازين (دواء مهدئ ومضاد للذهان - Perphenazine). كما أن هناك أدوية قد تسبب انخفاض T4 العام: جرعات عالية من الساليسيلات (Salicylates)، الستيرويدات (Corticosteroids)، كلوربرومازين (Chlorpromazine)، الفنيتوين (Phenytoin)، الهيبارين (Heparin)، والليثيوم (Lithium)، سلفوناميدات (Sulfonamids)، ريزيربين (Reserpine)، التستوستيرون (Testosterone)، بروبرانولول (Propranolol)، وتولبوتاميد (Tolbutamide). العلاج الغذائي يحتاج مرضى الغدة الدرقية إلى الاهتمام بتناول الأغذية المتوازنة، ومراعاة الوضع الصحي للشخص، ففرط نشاط الغدة يحتاج إلى عناصر غذائية وسعرات أكثر من الطبيعي، أما خمول الغدة فيحتاج إلى ضمان تناول كل العناصر الغذائية الضرورية، وتقليل السعرات، وزيادة النشاط البدني؛ لمنع زيادة الوزن الذي يصعب علاجه مستقبلا عند أولئك المرضى. من العناصر الغذائية المهمة لهؤلاء المرضى: 1. اليود: ويوجد في الأغذية البحرية بصفة عامة، ويجب تناوله من دون إفراط. 2. السيلينيوم: وهو معدن ضروري لإنتاج وتنظيم مستويات T3. ومصادره أسماك السالمون، وسمك التونة، والكبد، الفطر والروبيان وسمك القد والجوز. 3. الزنك والنحاس والحديد: ومصادره اللحوم الحمراء والكبدة، والفطر، والسلق واللفت والسبانخ. 4. أوميجا 3 الأحماض الدهنية: ويمكن الحصول عليها من خلال تناول زيت السمك، السردين، سمك السلمون، بذور الكتان، وفول الصويا والروبيان. 5. زيت جوز الهند: ويمكن استخدامه في الطهي، ويوفر الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة. 6. مضادة الأكسدة مثل فيتاميانات (أ) و(ج) و(ه) ومصادرها البيض والمحار، والكبد، وجنين القمح واللوز والدجاج والمأكولات البحرية، التفاح، البرتقال، المشمش، البطيخ، والجزر، والسبانخ، والبازلاء والطماطم واللفت والبلح والبطاطا والبقول والمكسرات والفراولة والحمضيات والحبوب الكاملة. للمرضى الذين يعانون فرط نشاط الغدة الدرقية، يحتاجون إلى تناول بعض الأغذية وتجنب أغذية أخرى لمساعدتهم على تجنب مضاعفات المرض وتقليل تأثيراته السلبية، والمحافظة على النسب الطبيعية للعناصر الغذائية في الجسم، ومن الأغذية التي نوصي بها:- 1- الحبوب الكاملة من مصادر (غير القمح لاحتوائه على الجلوتين) مثل الأرز البني، الشوفان والكينوا؛ وذلك لأن بعض المرضى قد يعاني الإمساك الشديد، فيحتاج إلى كمية أكبر من الألياف الغذائية 2- الأسماك: لاحتوائها على الأحماض الدهنية الأساسية، مثل سمك السلمون، والسردين والتونة؛ وذلك لاحتوائها على كميات وفيرة من أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تساعد على الحد من الالتهابات. 3- الخضراوات والفواكه الطازجة (غير الكرنبية): لغناها بمضادة للأكسدة والفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد على التحكم في زيادة الوزن. 4- الفاصوليا الجافة: وهي مفيدة لتقليل الشعور بالتعب المستمر، فهي مصدر غني بكثير من العناصر الغذائية مثل مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والبروتينات. 5- المكسرات: مصدر رئيس لمضادات الأكسدة بالذات السيلنيوم. الأطعمة التي ننصح بتجنبها لمريض فرط نشاط الغدة الدرقية: 1- الأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة؛ لأنها تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الهرمونات الدرقية، كما أنها تؤثر في مستويات إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات. 2- المشروبات المحتوية على الكافيين: لأنه يقلل امتصاص الأدوية في الأمعاء، ما يعوق تنظيم إفرازات الغدة الدرقية. 3- الأطعمة المصنعة: لاحتوائها على كميات كبيرة من الصوديوم، وقد تزيد من مشكلة ارتفاع ضغط الدم. 4- الخضراوات الكرنبية أو الخردلية أو ما تسمى العائلة الصليبية مثل القرنبيط، والبروكلي، واللفت والملفوف، وهي تؤثر أيضاً في قدرة الغدة على امتصاص اليود. 5- الصويا: تحتوي أطعمة الصويا على مادة فيتويستروجنز التي تعيق عمل أنزيم الغدة الدرقية. 6- القمح والشعير والجاودار ومنتجاتها لاحتوائها على الجلوتين، فقد وجد أن الحاسية ضد الجلوتين تزيد مشكلة مرض الغدة الدرقية. 7- الاسبارتيم وهو إحدى المحليات لاصناعية التي تضاف إلى مأكولات ومشروبات الدايت. يحتاج المريض إلى تناول كميات كافية من البروتين والفيتامينات والمعادن الخضراوات والفواكه الطازجة مفيدة لهم Your browser does not support the video tag.