تعد الرياضة جسراً مهماً لنقل الحضارات والثقافات ونشر السلام بين شعوب ودول العالم، وهذا هو المعروف والمألوف عن الرياضة كنشاط رياضي له أهداف تنافسية لا تخرج عن إطار التنافس الرياضي الشريف والروح الرياضية. وقد نصت اللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الرياضية والأولمبية على عدم تسييس الرياضة والنأي بها عن المعترك السياسي وعدم تسييسها بأي شكل من الأشكال أو استغلالها في المواقف السياسية أو النزاعات المختلفة بين الدول. لكن نظام الحمدين الحاكم في قطر، رفض هذا المفهوم الجميل للرياضة ومعانيها السامية ومقاصدها النبيلة، واستغل المشهد الرياضي والمحفل العالمي الكبير في تسييس الخلاف بينه وبين المملكة العربية السعودية، وأبى إلا أن يسيء للمملكة وقيادتها وشعبها من خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في جمهورية روسيا الاتحادية. لم يكن هذا التصرف إلا محاولة يائسة من نظام الحمدين البائس، ومحاولة النهوض العاثرة على حساب الرياضة من خلال مشاركة منتخب المملكة في هذا المحفل الرياضي العالمي، الذي يعجز الكثيرون عن تحقيق شرف الوصول له، بل يحلمون بالوصول إليه، لأنه يعد إنجازاً تاريخياً يسجل بمداد من ذهب في تاريخ الدول رياضياً. كان التشفي واضحاً وجلياً في قنوات بي إن سبورت والجزيرة بعد هزيمة المنتخب السعودي في مباراة الافتتاح أمام المنتخب الروسي، وهي لا تعدو كونها مجرد مباراة كرة قدم بين فريقين رياضيين يجمعهما التنافس الرياضي الشريف للعبة كرة القدم، هؤلاء المتشفون تناسوا أن إنجازات المنتخب السعودي في المجال الرياضي لا تحجبها الشمس، وأن لغة الأرقام - اللغة التي لا تكذب - تقول إن المنتخب السعودي لكرة القدم حقق شرف الوصول للمونديال العالمي خمس مرات، ورفع راية الوطن عالية خفاقه في تلك المحافل الدولية، وحقق بطولة قارة آسيا ثلاث مرات، فضلاً عن إنجازاته الإقليمية والعربية الرياضية. أما أنتم فتحتاجون إلى عقود طويلة لتحقيق جزء من هذه الإنجازات الرياضية العالمية التي حققها المنتخب السعودي، ولا يوجد في سجلكم الرياضي شيء من هذه الإنجازات إطلاقاً. كما أنه ليس عيباً أن يهزم المنتخب السعودي في مباراة الافتتاح، فقد هزم قبل ذلك منتخب البرازيل بطل العالم خمس مرات وفي عقر داره بسبعة أهداف أمام المنتخب الألماني، فالهزيمة لم تكن إلا مجرد هزيمة في مباراة كرة قدم بين فريقين رياضيين ليس إلا. لكن الحقد الدفين المتوغل لدى أصحاب النفوس المريضة والضعيفة أعمى أبصارهم عن الحقائق الناصعة والماثلة للجميع عياناً بياناً. وأقول لكل حاقد ومبغض لا ينظر إلا لنصف الكأس الفارغ، ستظل المملكة العربية السعودية طوداً شامخاً بقيادتها وشعبها على جميع المستويات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية وصاحبة الثقل السياسي والاقتصادي عالمياً ومرجع العالم في الحكمة والسياسة والاقتصاد. لا يهمنا حقد حاقد ولا كيد كائد؛ لأن بلادنا تسير ولله الحمد بخطى ثابتة نحو تحقيق مسيرة البناء والنماء، لتحقيق رؤيتها المباركة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وجعلهما ذخراً للوطن والمواطن. * أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود Your browser does not support the video tag.