ضاقت جماهير كرة القدم في العالم العربي ذرعاً من تسييس الماكينة الدعائية القطرية (بي ان سبورت) للرياضة، واستغلالها نقل مباريات كأس العالم لتمريرها رسائل تحريضية وإسقاطات سياسية، ما دفع عشاق كرة القدم لكتابة مبادرة لحماية الرياضة من التسييس بعنوان «رياضة بلا سياسة». ولاقت المبادرة ترحيباً في الأوساط الرياضية العربية، حتى أن كبار الرياضيين شاركوا في المبادرة التي تمثل احتجاجاً على تسييس الرياضة في قناة «بي ان سبورت» المنبثقة من شبكة الجزيرة القطرية التي استقلت صورياً، وإيصال الاحتجاج لأمين عام اتحاد كرة القدم (الفيفا) ضد التجاوزات القطرية. وشارك لاعب المنتخب المصري عميد لاعبي العالم أحمد حسن في المبادرة، إضافة إلى لاعب المنتخب المصري ونادي الأهلي أحمد شوبير، ورئيس القسم الرياضي بقناة العربية رئيس تحرير صحيفة الرياضية الزميل بتال القوس، ولاعب المنتخب المصري وكابتن الزمالك خالد الغندور، ولاعب المنتخب السعودي حسين عبدالغني، والمعلق الرياضي الإماراتي عامر عبدالله، وفارس عوض، ولاعب المنتخب السعودي وكابتن نادي النصر ماجد عبدالله، والمحامي ماجد قاروب، ولاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال محمد الشلهوب، ومذيع البرامج الرياضية مدحت شلبي، ولاعب المنتخب السعودي وكابتن نادي الاتحاد محمد نور، ورئيس تحرير برنامج أكشن يا دوري الزميل وليد الفراج، وقائد المنتخب السعودي ولاعب الهلال يوسف الثنيان. ويقرأ مراقبون التفاعل الكبير الذي شهدته المبادرة، الذي تجاوز 65 ألف موقع، تفسيراً واقعياً لحالة الغضب التي تجتاح الشارع الرياضي من تسييس القناة القطرية للرياضة عبر نقلها أهم حدث رياضي (كأس العالم 2018 بروسيا)، إضافة إلى ارتفاع وعي الجماهير بخطورة تشويه الرياضة وإغراقها في مستنقع التسييس وتصفية الحسابات. وحضرت الإسقاطات السياسية على ألسن مذيعي القناة القطرية ومحلليها، حتى وصل الأمر لإقحام السياسة أثناء التعليق على المباريات، وتحويل الاستديوهات التحليلية للمباريات لحفلة «ردح وإسقاط» تجاه المملكة وبلدان عربية أخرى، ما يعكس حالة «التأزم» التي يعيشها «تنظيم الحمدين». ويعتبر القائمون على مبادرة «رياضة بلا سياسة» صمت «الفيفا» تجاه تجاوزات القنوات القطرية «أمراً بالغ الخطورة»، كونه يهز الثقة بالمنظمة الدولية ومبادئها، إضافة إلى أن الصمت سيفتح بابا واسعا لتسييس الرياضة من الصعب إغلاقه، ما يهدم مبدأ أساسياً من مبادئ «الفيفا» ولعبة كرة القدم. ويطالب القائمون على المبادرة «الفيفا» بالتحرك الجاد والفوري تجاه التسييس المفضوح الذي تمارسه مجموعة beIN SPORT في قنواتها، وتحديدا ما بدر منها مع انطلاقة مونديال كأس العالم المقام حاليا في روسيا بصفتها ناقلا حصريا للمسابقة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ارتكبت بذلك مخالفة نظامية تستوجب المساءلة والعقاب. «الإعلام الرياضي» يستنكر «التوجه الرخيص» استنكر الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي سعي قنوات «بي إن سبورت» الدائم لاستغلال حصولها على حقوق بث البطولات العالمية وتمرير رسائل سياسية ليست من الرياضة في شيء. ووصف «الإعلام الرياضي»، في بيان صحفي، ممارسات قنوات «بي إن سبورت» ب«غير الأخلاقية وغير المهنية»، معتبراً أنها تخرج بالرياضة عن مفهومها ورسالتها الحقيقية المتفق عليها عالميا. وانتقد خلع ضيوف القناة ومحلليها «وجه الحياء»، وتخليهم عن قيم العمل وشرف المهنة بصورة «تدعو لكثير من الاشمئزاز»، مؤكداً رفضه ما أسماه ب«التوجه الرخيص» من قنوات «بي إن سبورت». ودعا كل منسوبي الإعلام الشرفاء في الوطن العربي للوقوف ضد من يسيء لقيم المهنة ومصداقية الإعلام ورسالته ويبث الكراهية بين الشعوب. وأعلن أنه سيبدأ مخاطبة اتحادات الإعلام القارية والإقليمية والعالمية، لردع مثل هذه الممارسات الدخيلة على مهنة الإعلام السامية. كما أهاب الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بالمظلة المسؤولة عن كرة القدم التدخل لحماية اللعبة الشعبية الأولى من هذا العبث والتشويه.