شهدت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها عدداً من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة وخاصة في المجالين الشبابي والرياضي، وتميزت تلك المنجزات في مجملها بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما وضع الرياضة السعودية في موقع متقدم على خارطة دول العالم في المجال الرياضي. وجاء اعتلاء الرياضة في السعودية منصات التتويج العالمية ثمرة خطط إنمائية شاملة تغطي جميع النواحي الاقتصادية والصحية والتعليمية والعمرانية والرياضية، إذ حظي قطاع الشباب والرياضة منها بدعم وتشجيع من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني بنصيب وافر من الاهتمام لبناء وتنمية وطنهم وأيضاً انطلاقاً من النظرة الموضوعية للنشاطات الرياضية كرمز مرادف للحضارة وتقدم الشعوب. وتتواصل رحلة العطاء والإنجازات للرياضة السعودي من خلال حصد البطولات وتقوية البنية التحتية بهدف الحصول على المزيد من الإنجازات والتي كان آخرها قبل أيام قليلة متمثلة في الحصول على كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة وللمرة الثانية على التوالي بقيادة المدرب الوطني عبد العزيز الخالد في مناسبتين متتاليتين. إنجازات كروية في كرة القدم حققت السعودية إنجازات غير مسبوقة عربياً ولعل أبرزها حصول المنتخب الأول على بطولة أمم آسيا ثلاث مرات من أصل وصوله للمباريات النهائية ست مرات متتالية، وخلال الفترة نفسها تأهل المنتخب الأول لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية خلال أعوام 1994 و 1998 و2002 و2006، كما تأهل المنتخب الأولمبي لدورة الألعاب الأولمبية مرتين وحقق منتخب الشباب بطولة آسيا مرتين وتأهل لكأس العالم والحال ينطبق على منتخب الناشئين الذي توّج إنجازاته بالفوز بلقب بطولة العالم عام 1989 ومنتخب ذوي الاحتياجات الخاصة الذي توج بكأس العالم مرتين عامي 2006 و2010. السلة واليد حققت منتخبات السلة بمختلف فئاتها عدداً من البطولات الخليجية وفاز المنتخب الأول بذهبية الألعاب العربية بالأردن، وسبق لأندية الهلال وأحد والاتحاد الفوز ببطولات خليجية وعربية وفاز فريق الاتحاد ببطولة آسيا للأندية عام 1420ه أبرز إنجازات اللعبة خارجياً. وفي كرة اليد حققت المنتخبات والأندية عدداً من الإنجازات أبرزها تأهل المنتخب الأول لكرة اليد والشباب لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة عدا الإنجازات الخليجية والعربية والتي منها تحقيق المركز الثالث في دورة الألعاب الآسيوية بالصين عام 1990م وبطولة العرب في القاهرة عام 1998وكان للأندية السعودية نصيب جيد من البطولات الخليجية، وخصوصاً النادي الأهلي الذي حاز على البطولة خمس مرات خلال الفترة من عام 1983 و1988. ألعاب القوى حققت القوى السعودية نتائج قوية على صعيد اللاعبين السعوديين في المحافل الدولية، فحصدوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في عدد من البطولات الإقليمية والعربية والقارية والعالمية، ومنها على سبيل المثال ثلاث ذهبيات وفضية واحدة وثلاث برونزيات في البطولة العربية السادسة للشباب في تونس عام 1994 وفي دورة الألعاب الآسيوية الثانية عشرة في هيروشيما عام 1994، وحقق البطل سعد شداد فضية سباق 3000 موانع وحقق عليان القحطاني برونزية 10000 متر، وكذلك برونزية بطولة العالم الخامسة لألعاب القوى في السويد عام 1995 في سباق 3000 موانع والتي حققها سعد شداد. وفي دورة الألعاب العالمية الأولى للرياضة العسكرية في روما عام 1995 حقق المنتخب ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وفي دورة الألعاب الآسيوية في اندونيسيا حقق سعد شداد ذهبية 5000 متر، وفي بطولة العالم العسكرية لاختراق الضاحية في المغرب عام 1996 حقق اللاعب عليان القحطاني ذهبية 5 كم فردي رجال. وحصل المنتخب السعودي على المركز الأول في بطولة مجلس التعاون السادسة عام 1996، وفي البطولة الآسيوية الثانية عشرة في اليابان عام 1998، كما حقق اللاعب سعد شداد ذهبية 3000 موانع وبرونزية 3000 متر موانع في بطولة العالم الثامنة للقارات بجنوب أفريقيا عام 1998، كما حقق البطل هادي صوعان فضية سباق 400 متر في أولمبياد سيدني وتعتبر أول ميدالية أولمبية للسعودية في تاريخ الألعاب المختلفة. البنية التحتية الرياضية شكلت استراتيجية توفير المنشآت الرياضية والشبابية في السعودية لبنة أساسية في الهيكل العام لخطة الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهذه الاستراتيجية كما حدد ملامحها الرئيسية الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز ومن بعده الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل تنطلق في مجملها من محاور عدة تستهدف جميعها تيسير الخدمات الشبابية والترويحية والرياضية في جميع مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية. وتبرز خريطة المنشآت الرياضية والشبابية (ما اكتمل بناؤه وكذلك ما هو قيد الإنشاء) التي تشرف عليها وكالة الشؤون الفنية بالرئاسة مدى حرص السعودية على توفير أرقى الخدمات لشباب ورياضي المملكة، ولا سيما أن المراكز الشبابية والصالات الرياضية تأتي في موقع الصدارة مع مثيلاتها في دول العالم. ورسمت خطط الرئاسة طريقاً واضحاً للاهتمام والتركيز على هذا الجانب باعتبار المنشآت الرياضية والشبابية هي عصب البناء الرياضي والشبابي فترجمت ذلك واقعاً ملموساً نعيشه حيث انتشرت المنشآت في أنحاء السعودية حيث شيدت وصممت وفق أحدث التصاميم الهندسية الحديثة في عالم المنشآت الرياضية وأشرف على تنفيذها عدد من الشركات والبيوت المتخصصة (السعودية والعالمية) في مجال الإنشاء والتعمير.