هل للصداقة ووجود السند الاجتماعي من خلال المعارف والأصدقاء دور في حياة الإنسان؟! وهل للاتصال بالأشخاص المخلصين دور في كبح الإجهاد والتوتر النفسي؟!.. يجيب على هذه التساؤلات تقرير نشره الباحث دين أورينش، والتقرير خلاصة لدراستين أجراهما على حوالي عشرين ألف شخص، وتمت مراقبة هؤلاء الأشخاص لفترة طويلة من الزمن، وكانت نتيجة الدراستين أن من يحرص على علاقات صداقة منتظمة مع الناس وخاصة الأصدقاء ينخفض لديه خطر الوفاة المبكرة إلى النصف عن الأشخاص الذين عاشوا منعزلين أو أنهم عانوا من العزلة أثناء حياتهم، ولا يهم عدد الأصدقاء، بل يعتمد ذلك على نوعية العلاقة بين أولئك الأصدقاء. وقد نشرت الهيئة الطبية في فنلندا دراسة جاء فيها أن الأشخاص المتدينين أقل عرضة للمرض، كما أنهم يعمرون فترة أطول من الأشخاص غير المتدينين، الذين ليست لهم ارتباطات صداقة مع أشخاص متدينين. ويمكن أن تعزى الصحة الجيدة للمتدينين إلى نمط الحياة الصحية التي يحيونها من جهة، وإلى الروابط الاجتماعية مع الأصدقاء المتدينين من جهة أخرى. ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذا الاستنتاج لا ينطبق على الأشخاص المتعصبين أو الذين ينتمون إلى جماعات دينية متشددة، ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن الأندية الاجتماعية يمكن أن تحقق طموح الشباب بمزاولة بعض النشاطات الاجتماعية والثقافية المفيدة، وربما تؤدي إلى الصداقات بين الشباب. ويبدو أن من يحافظ على الصداقات الجيدة، أو يكون منتمياً إلى أحد الأندية أو من يحافظ على الصلوات في المساجد، من المفترض أن يبقى نشيطاً ومتفائلاً، كما أنه لن يشعر بالملل أو القلق، بل سوف يتسع أفقه، ويكون مطلعاً على ما يفيده في الحياة، ولن يواجه الشعور بالإهمال أو عدم المنفعة في مجتمعه أو بين أصدقائه وزملائه. ويبدو أن للمناقشات وممارسة النشاطات مع الأصدقاء والمعارف دوراً مهماً في ديمومة الشباب، وبقاء الإنسان في دائرة الاهتمام... وما أصدق شاعرنا المتنبي عندما قال: شر البلاد بلاد لا صديق بها وشر ما يكسب الإنسان ما يصم أجمل التهاني وأطيب الأماني بحلول عيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير.... Your browser does not support the video tag.