وطننا الذي نرتبط فيه بقلوبنا وعقولنا ليس مساحة من الأرض، أو قطعة جغرافية، أنه الأم التي أرضعتنا الحب والعطاء والانتماء، هذا الوطن بحاجة إلى كل من ينتمي إليه، هذه الأم نبع من الحب لا ينضب يتدفق ليشمل الجميع، هذا الوطن يثق في أبنائه، في ولائهم وقدراتهم، هذه الأم تحيط أبناءها بالرعاية والحب دون تمييز، هذا الوطن يرحب بتعدد الآراء، ومشاركة الجميع في المجالات كافة. هذه الأم تدفع بأبنائها إلى ميادين العلم والعمل، هذا الوطن يحفز الجميع على الإنتاج والبناء. الوطن أسرة تعيش مع بعضها ولبعضها في السراء والضراء، وفي الأسرة انتماء وولاء ومشاركة ومسؤولية، خيانة الأسرة حالة نادرة شاذة مصيرها النبذ والعزلة والاستنكار، الخيانة قرار بالانتحار. في هذا الوطن قد نختلف حول الوسائل والأساليب ولا نختلف حول الأهداف، يجمعنا الانتماء والولاء والعطاء والعلاقة الراسخة القوية التي تصمد وتزداد قوة مهما كانت المسؤوليات والتحديات. الوطن ليس مجرد مكان نسكنه، وليس الهوية فقط. الوطن حياة مليئة بحب لا نهاية له. الوطن هو الاشتياق إلى جماله وإن كنت في بلد أجمل منه. الوطنية هي ترجمة الحب إلى عمل واحترام لكل ما يمثله الوطن وكل تفاصيل الوطن وكل رموز الوطن. الوطنية سلوك إيجابي نابع من ثقافة تؤمن بالإصلاح بطرق علمية وعملية وحضارية وليس بطرق تثير الشكوك وتنشر القلق وتحرض على التمرد. الوطنية هي أن تعمل مع أبناء وطنك للبناء والتنمية، لا أن تتعامل مع جهات خارجية رصيدها التنظير ولا تملك العنصر الأهم وهو عنصر الانتماء والولاء، لا تملك الحب، وكيف يأتي الإخلاص دون منبع الحب! مقولات وأشعار جميلة تقال في حب الوطن والأجمل منها أن تتحول تلك الأقوال إلى أفعال. من لا يحترم النشيد الوطني على سبيل المثال لا يقوم بدور القدوة بل يثير التساؤلات والاستغراب حول حب الوطن، والازدواجية والأجندات الخفية. البطولات الوطنية كانت على مر التاريخ تسجل لمن يضحي من أجل رفعة وعزة ومجد الوطن، لا يمكن تسجيل مجد لمن يبحث عن دور بطولي يتعارض مع مصالح وطنه، من يلهث نحو مجد شخصي لن يجده في خيانة الوطن. Your browser does not support the video tag.