تصلك كل لحظة العديد من روابط منصات التواصل الاجتماعي، تتّبع شخص ما على تويتر، تضيف صديقاً على الفيسبوك، تعلق على صورة في الانستغرام، تستعرض مطعماً على الفورسكوير، وغيرها كثير من خدمات التواصل الاجتماعي. قد تضيق ذرعاً بمحاصرة هذه التطبيقات لك.. فما أن تغرد هنا، حتى ترد هناك، وقت طويل يستقطع من يومك لأنك تؤمن بوجوب أن تكون حاضراً على الدوام. قد تفكر لحظة ما بالهروب من كل هذا! وتعتقد أن علاقاتك الشخصية أو تجارتك قد تستمر فقط باعتمادك على وسائل الاتصال والتسويق التقليدية، دعني أخبرك سوف تخسر الكثير من الفرص لو اتخذت هذا القرار! تتيح لك منصات الاتصال الاجتماعي التواصل المباشر مع عملائك الحاليين؛ والأهم عملائك المحتملين، وهي تقدم صورة عامة وسهلة الوصول عما تقدمه من خدمات أو بضائع، لذا السؤال دوماً ليس الوجود على المنصات؛ بل أي المنصات توجد فيها؟ وكيف توجد فيها؟ فلكل منصة خصائص ديموغرافية مختلفة تساعدك على تحديد فئتك المستهدفة، فمثلاً يوجد نصف مليار شخص على شبكة «لينكد إن» معظمهم ذوي دخل مرتفع وتعليم جامعي ونصفهم متخذي قرار، أما في «انستغرام» فالإناث يغلبن الذكور، ولك أن تتصور أن أكثر من 54 % من مستخدمي «السناب شات» أعمارهم دون 29 ربيعاً. وكما تضع خطط استراتيجية وخطوات تنفيذية لتحقيق أهدافك؛ لابد أن يسري ذلك على ما تفعله في التواصل الاجتماعي، هل أنت توجد لمجرد الوجود؟ لتعزيز الاسم أو العلامة التجارية؟ للتواصل مع العملاء؟ لاستقطاب المواهب؟ للتوعية والتعليم؟ حتماً تحديد أهدافك سوف يقودك نحو صياغة الرسائل المناسبة لكل منصة، وكذلك طريقة الرد والتفاعل مع المتابعين. ونظراً لتعدد المنصات من المهم أن تقوم بربط الحسابات بعضها ببعض، ليس فقط عبر إدارتها في منصة موحدة - وهو ما يتوفر في برامج مستقلة - ولكن عبر جعلها رسائل متفاعلة بين المنصات، لزيادة التفاعل وعدد المتابعين لكل منصة، مثل أن تقوم بإدراج رابط مقطع مرئي في حسابك التويتري وليس إدارجه كاملاً، وذلك بهدف دفع متابعيك في تويتر نحو قناتك في اليوتيوب وهلم جرا. وبالتأكيد فهم مصطلحات وأنظمة كل منصة وتطويرها مبكراً، يجعلك من الفائزين دوماً بالتفاعل والمتابعين الجدد، ناهيك عن ضرورة تخصص ميزانية للترويج والتفاعل على المنصات، فجذب المتابعين والتفاعل لا يأتي بالمجان دوماً. خلال تجربتي الطويلة في إدارة التواصل الاجتماعي أستطيع القول إن أهم نصحية هي: أن لا تقتحم منصات التواصل الاجتماعي لمجرد أن توجد فيها، فهذا الوجود غير المخطط له وغير الفعال قد يكون رصاصة الرحمة التي قد تقضي على سمعتك، أو قد تدمر نشاطك التجاري، فعدم الوجود تماما أفضل بكثير من الوجود الصامت أو المرتبك. Your browser does not support the video tag.