سجلت عدد من النساء قصصا لنجاحهن في عالم التجارة عبر نافذة ال«إنستغرام» واستطعن التغلب على القيود الاجتماعية التي تحيط بأنشطة المرأة في كثير من المجالات، ونجحن في تسويق منتجاتهن مثل الحلويات والأطعمة والملابس وكذلك الحرف اليدوية بل أن بعضهن نجحن في تطوير مشاريعهن الصغيرة التي بدأت من خلال إحدى نوافذ التواصل الاجتماعي وتحويلها إلى كيانات قائمة وملموسة في عالم المال والأعمال. المنافسون في السوق السعودية شعروا بالخطر من نجاحات المرأة في عالم التجارة عبر نوافذ التواصل الاجتماعي وبدأوا بكيل التهم، لافتين إلى أن تسويق المنتجات عبر «إنستغرام» يعد عملا غير قانوني؛ لأنهن لا يملكن رخصة عمل تجارية ويعملن من منازلهن دون مسوغ نظامي. «عكاظ» التقت بعض الأسماء النسائية التي برزت في العمل التجاري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وسلطت الضوء على تجاربهن وأبرز العقبات التي تواجههن، حيث تقول مديرة البيت الحجازي شابة الأعمال علا رجب إن تسويق مشروعها المتخصص في الضيافة الحجازية عبر «إنستغرام» حقق نسبة مبيعات عالية، مشيرة إلى أن الاتجاه للتجارة الإلكترونية يمنح المرأة السعودية فضاء رحبا للنجاح والربح، كما أن السيدات يستطعن أن يستثمرن مواهبهن في الطبخ والحرف اليدوية للكسب بأقل الخسائر؛ فالمرأة لا تحتاج إلى محل تجاري مكلف ولا تحتاج إلى ديكورات تكلف عشرات الآلاف، وكل ما تحتاجه في فضاء الإنترنت هو تأسيس حساب عبر ال«إنستغرام» أو أي نافذة أخرى من نوافذ التواصل الاجتماعي والبدء في التواصل مع الناس وعرض منتجها التجاري بيسر وسهولة. وأضافت علا رجب أن كثيرا من السيدات بدأن بممارسة التجارة عبر الفضاء الإلكتروني، كمصدر ثان إلى جانب وظائفهن، ولكن مع الوقت أصبح دخلهن من هذه التجارة يزيد على دخلهن من الوظيفة بأكثر من الضعف. وأوضحت أن جودة الصورة تلعب دورا كبيرا في ترويج المنتج، لافتة إلى أن تجربتها عبر الإنستغرام سجلت الكثير من إعجاب المتابعين حيث تشهد بشكل يومي 80% من (اللايكات)، كما أن السناب شات دخل منافسا جديدا للإنستغرام ليتراجع تسجيل إعجاب «الإنستغراميين» بنحو 10%، وأشارت رجب إلى أن لها مساهمات فاعلة في غالب الفعاليات والمهرجانات التراثية. وعن تجارة وتصميم الأزياء قالت المصممة المعروفة غادة عابد أنها وجدت رواجا غير متوقع وسجلت إعجابا من قبل متابعيها لمجموعتها في مجال الأزياء وتلقت عروضا من كبرى الشركات، مؤكدة أنها كسبت رضا الكثير من الزبائن من داخل وخارج أرض الوطن، واستطردت «أن الغالبية العظمى من النساء يبحثن عن الجديد في عالم الموضة والأزياء والخامة الجيدة وجودة المنتج، خاصة بعد انتشار الخامات المغشوشة وضغف جودة التصنيع». من جانبها، كشفت رؤى رمضان خريجة قسم اللغة الإنجليزية أن دخلها من تصنيع وتسويق الحلويات الفرنسية عبر الإنستغرام يتنامى بشكل مستمر، مشيرة إلى أنها أنهت نحو ثلاثة أعوام في هذا المجال الذي نجحت من خلاله في تسويق ما يقارب 95% من منتجاتها؛ بعيدا عن أعباء المصاريف المتمثلة في إيجار المحل التجاري وتكاليف التصاريح الرسمية، وقالت رؤى إن التجارة الإلكترونية تتواءم مع ظروفها الاجتماعية كونها زوجة وأم لأطفال يجتاجون للرعاية. وفي مجال بيع العطور وتصنيعها وتركيبها، أوضحت علياء عبدالله أنها تملك محلا في أحد المراكز التجارية، إلا أن محلها لم يحقق النجاح المأمول، لذا لجأت إلى الإنستغرام وأنشأت متجرها الخاص ووجدت متابعين وزبائن من داخل وخارج أرض الوطن، وأضافت «التجارة الإلكترونية رابحة ومريحة وتساهم في دعم الحراك الاقتصادي خصوصا أن هناك عددا كبيرا من النساء يعكفن على النت ويتصفحنه بشكل يومي ولساعات طويلة ويبحثن عن المنتج الجيد».