حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ – في كلمة ارتجلها عقب صلاة العشاء – المعتكفين من أذية المصلين بقول أو فعل أو تصرف , مستدلا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان معتكفا وسمع الصحابة يجهر بعضهم على بعض في القراءة فرفع الستر ثم قال لهم : " لا يؤذين بعضكم بعضا ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة "، كما حذر من تحجر الأماكن في المسجد النبوي أو غيره من المساجد، مشددا على أن المحققين من أهل العلم من المالكية والحنابلة عدوه نوعا من الاغتصاب، مشيرا إلى قول ابن تيمية : " وقد تنازع العلماء في صحة صلاة من فعل ذلك "، وقال : لا يجوز احتجار مكان بسجاد أو كرسي أو عصا أو نحو ذلك، إلا إذا قدم مبكرا وجلس في مكان يعبد الله فيه ثم طرأ له ناقض من نواقض الوضوء فإنه أحق بذلك المكان. وتحدث آل الشيخ عن فضل الاعتكاف وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره، كناية عن الجد والاجتهاد في العبادة، إن ليلة القدر ليلة عظيمة. وأضاف: الشأن أن نعظم الله تعالى وأن تنكسر قلوبنا لجنابه وأن تذل ظواهرنا وبواطننا له سبحانه وتعالى، فإن العبادات لها مقاصد ومعان، فهي ليست ألفاظا ومبان فقط، وإن من أعظم العبادات في هذه الليالي والأيام الاعتكاف فهو سنة المرسلين، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الاعتكاف ليس مجرد الصورة، ولهذا قال أهل العلم: إن الاعتكاف هو قطع العلائق عن المخلوقين لعبادة الخالق، فالمعتكف ملازم للمسجد حتى يمن عليه ربه بالغفران والرحمة. وتابع : إن العبادات من مقاصدها أن تحقق بيننا التآلف والأخوة التي قررها القرآن الكريم , وقررتها سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، حتى نكون مثالا يجسد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "، أما أن يخطئ بعضنا على بعض , وألا يقيم بعضنا لهذه المقاصد شأنا فليس ذلك مما عرفه سلف هذه الأمة , ولهذا قيل في حق أبي بكر رضي الله عنه : ما سبقهم بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشيء وقر في القلب , ألا وهو تعظيم الله جل وعلا , " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " , وإنني أوصي إخواني أن يعلموا أن من أفضل الأعمال أن يتجسد الإنسان في قوله وفعله أخلاق الإسلام , وفي الحديث : " إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ". Your browser does not support the video tag.