في مواجهة منتخب البيرو الودية لم يكن منتخبنا في وضع فني جيد ومطمئن، وتبدو المشكلة ليست في خسارة النتيجة، فالخسائر واردة بشكل كبير في المباريات التجريبية التي تعتبر بمثابة إعداد لمونديال روسيا 2018م، لكن المشكلة في غياب عدة أمور أساسية في كرة القدم، أبرزها الروح والحضور الذهني واللياقة البدنية العالية والانسجام والتركيز، وهذه كلها بكل أسف غابت أمام البيرو تماماً ولم يكن المنتخب هو الذي لتوه طمأن على مستواه في المواجهات الودية التي سبقت مواجهة البيرو بعد أن قدم مستويات فنية جيدة جداً أمام منتخبات الجزائر واليونان وإيطاليا وبلجيكا. الجماهير تتساءل وهي في حيرة، والمحللون يطرحون أكثر من علامة استفهام ما الذي جرى للأخضر ليظهر بهذه الصورة الفنية الباهتة هل يا ترى كثرة تغييرات المدرب، ومن ثم غياب الانسجام هو السبب، أم أن اللاعبين أفرطوا في الثقة وأصابهم بعض الغرور بعد المديح والإطراءات التي تحصلوا عليها، وفي الواقع لا أحد يعلم ما الذي جرى؟، والإجابة فقط لدى اللاعبين والمدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي. أمام البيرو الحراسة كانت في أضعف حالاتها بوجود عبدالله المعيوف والدفاع كان ضعيفاً وممراً سهلاً لخط هجوم البيرو، والوسط تاه إذ لا دفاع ولا هجوم سوى أداء فردي «وعك كروي» وكان من الطبيعي في ظل هذه الأوضاع الفنية المتردية أن يخسر الأخضر النتيجة والمستوى معاً، وهو ما يستوجب التنبه للقادم الأهم وسرعة معالجة الأخطاء وتدارك الأوضاع قبل فوات الأوان خصوصاً والفترة المتبقية على انطلاقة المونديال العالمي ومواجهة الافتتاح أمام منتخب روسيا صاحب الأرض والجمهور هي فترة قصيرة جداً. نقد أداء الأخضر مشروع وواجب وطني مادام النقد موضوعياً ويصب في مصلحته بعيداً عن النقد على طريقة المشجعين الذين لا يخجلون أن يقحموا الأندية، ويسقطوا عليها بأسلوب تعصبي مرفوض، والنقد الهادف البناء مطلوب قبل أن يدخل الأخضر في المعترك الكروي العالمي، إذ بعد الدخول وبدء المواجهات الرسمية لن يكون للنقد أي فائدة، وسيأتي في الوقت الضائع، ولن يسهم في حلول سواء فنية أو نفسية ومعنوية. Your browser does not support the video tag.