لم يعد خافياً على أحد ما باتت تمثله مواقع التواصل الاجتماعي من لاعب رئيس في تغيير موازين القوى السائدة بالمنطقة والعالم، ولذلك لجأ النظام القطري إلى استغلال القدرات الفائقة لهذه المواقع في التلاعب بالمؤسسات السياسية، واختراق منظومة القيم الثقافية والاجتماعية، وصناعة مقصلة تحاكم الناس دون حواجز أو خطوط حمراء، وتفخيخ أفكار الشباب العربي، وتفجير الصراعات داخل المجتمعات العربية على أسس عرقية ومذهبية. قطر لديها منظومة خلايا إلكترونية تضم عشرات الآلاف من الحسابات التي تحمل أسماء وهمية، تديرها أوكار الحمدين الإلكترونية ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تحت إشراف الصهيوني عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، ومستشار أمير قطر الحالي. وكشف خبراء في تصريحات خاصة ل»الرياض»، عن أن الدوحة صنعت وباءً إلكترونياً خلال السنوات القليلة الماضية، كان مسؤولاً عن نشر الفوضى في العديد من الدول العربية، وتضليل المفاهيم، وتهديد الأمن القومي العربي، من خلال بث الشائعات الفتاكة والأفكار الهدامة سواء الظاهرة منها أو المستترة، ضمن حملات خبيثة مدعومة بالرسوم والصور والفيديوهات، مستغلة ميزة البعد التقني في التواصل الاجتماعي، لبث سمومها في البيوت العربية وفي أوساط الشباب. سلاح إرهابي وفي هذا السياق، قال وكيل لجنة الاتصالات بمجلس الشعب المصري أحمد رجب ل»الرياض»، إن الفترة الماضية شهدت انتشار اللجان الإلكترونية، والصفحات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما يهدد الأمن القومي المصري والعربي، وغالبيتها تدار من الخارج من خلال دول داعمة للإرهاب. وأكد أن الأوكار الإلكترونية لها عدة أهداف، وهي تصدير حالة من الإحباط الشديد لدى الشارع العربي، وتصوير الأوضاع المحلية على أنها تسير بلا تقدم، واستهداف الشريحة الضخمة من العرب الذين يستخدمون الإنترنت، موضحاً أن اللجان الإلكترونية تلجأ لخاصية الإعلانات الممولة (مدفوعة الأجر للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين) على مواقع التواصل، من أجل نشر فيديوهات ومنشورات محرضة وأخبار مضللة، إضافة إلى الكتائب المحلية والتي تواجهها مصر والدول العربية. غسل الأدمغة قال الخبير الأمني اللواء أحمد الفولي إن الخلايا الإلكترونية القطرية، تعد من أخطر الأسلحة الإرهابية ضد دول المنطقة، بسبب اعتمادها على منهج غسل الأدمغة للنشء والشباب، ومحاولة الزج بهم في مهالك التطرف والعنف، مشيراً إلى أن خبراء التقنية حددوا معرفات هذه الحسابات بأنها تعمل من قطر وتركيا. وأضاف أن النظام القطري يستخدم تنظيم الإخوان في إدارة هذه الحسابات؛ لتزييف الوعي لدى الشعوب العربية، هروباً من تنفيذ مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة، ومصر، والإمارات، والبحرين) التي تدعو الدوحة لإيقاف دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. عقدة نفسية أكد الخبير النفسي د. جمال فرويز أن اللجان الإلكترونية لتنظيم الحمدين تعد أحد إفرازات عقدة نفسية لدى التنظيم تضاف إلى سجل دعمه للإرهاب، وذلك بسبب صغر حجم دولته وقلة عدد سكانها، مما أدى إلى تحولهم إلى شخصيات سيكوباتية متسلطة تحب الزعامة بشراسة، وتحاول الوصول إليها بشتى الطرق غير الشرعية مثل الإرهاب سواء الإلكتروني أو غيره، معتقدين أنه أمر جيد بالنسبة لهم، وأنها تعد قوة ومغامرة. واستطرد أن هذا النوع من الشخصيات المتسلطة متصاعدة النزع، ويدعمها في ذلك حصولها على وعود من أطراف إقليمية ودولية، أدت إلى تعميق اضطراب الشخصية لدى تميم والحمدين، باطمئنانهم أن كل جرائمهم ستكون مدعومة. وتابع د. فرويز أن العقد النفسية التي يعاني منها تنظيم الحمدين جعلته وسيلة لكل من هو خائن لبلده أو مرتزق أو مؤدلج سياسياً، فبمجرد أن يثني على أمير قطر وتنظيمه يجد كافة سبل الدعم لنشر أفكاره العدوانية والمنحرفة، مثل يوسف القرضاوي المطلوب على قوائم الإرهاب الدولي، وغيره من رموز الجماعات الإرهابية. وأردف أن النظام القطري يعاني من الفكر التشككي، ويعيش حالياً فترة شك بكل من حوله بسبب افتضاح دعمه للإرهاب، وحالة الغضب الشعبي القطري والعربي ضده، مما جعله ينتهج ممارسات قمعية وديكتاتورية، والتنوع في علاقاته بدول الجوار بين خطوات استسلامية تارة، وهجومية تارة أخرى. نظام سري وقد رصدت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدول العربية، آلية عمل اللجان الإلكترونية القطرية، محذرة منها عبر تقارير تقنية تكشف تزامن عمل هذه اللجان على مواقع التواصل الاجتماعي بواسطة حسابات إلكترونية مبهمة تدار بشكل موحد، وتحمل أسماء وهمية. وترتبط هذه الحسابات بنظام إلكتروني يجعل آلاف الحسابات تنشر الشائعات والعبارات الهدامة بطريقة موحدة وفي زمن واحد حول موضوع معين أو تعليقاً على رسالة لشخصية سياسية بارزة أو خبر بصحيفة أو غيرها من الأهداف. واتضح أن هذه الحسابات الوهمية تتابع وتطلب صداقة الشخصيات المؤثرة مجتمعياً رغم عدم وجود أصدقاء مشتركين، وذلك لضرب جميع رسائل الرموز، ومحاولة تشويهها وإثارة الشائعات حولها. وتنتهج مشاركة جميع المنشورات التي تهاجم الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. كما تحاول هذه الصفحات التمسح بالتدين، ونشر بعض الموضوعات الدينية، ووضع صور شخصية لعلماء بارزين، بينما نسبة أخرى من هذه الصفحات تضع صوراً لرموز عسكرية أو تدعي أنها لأفراد من الجيش والشرطة من أجل بث الأخبار الكاذبة. وبحسب المعلومات الأمنية، فإن الصهيوني عزمي بشارة، مستشار أمير قطر الحالي، يتبع نشاطاً سرياً في بث الشائعات والسموم الإلكترونية من خلال عدة خطوات تأخذ شكل الهرم، تبدأ بتحديد الهدف المطلوب من قبل لجان رئيسة مقيمة في الدوحة، ثم البدء بمرحلة صناعة الكذب حول هذا الهدف سواء كان شخصية بارزة مستهدفة أو مشروع قومي ناجح يلتف حوله المجتمع أو قيادة دولة، وذلك من خلال بيانات مزورة ومضللة، وعبارات قبيحة، وصور ساخرة، ثم تصل إلى مرحلة توزيع المهام على كل من الخلايا التابعة لمرتزقة تنظيم الحمدين ووكلائه من التنظيمات المتطرفة، في حملات متزامنة على مواقع التواصل، والشبكات الإخبارية السوداء، إضافة إلى تدعيم ذلك بالقنوات الفضائية التابعة للإعلام القطري. السم في العسل ويؤكد مراقبون أن الأوكار الإلكترونية التابعة لتنظيم الحمدين تتبع طريقة «دس السم في العسل»، بحيث تتقمص دور الإنسان الوطني المحب لبلاده، والمحارب للفساد، ثم تنتهج التشكيك في جميع إنجازات وخطط ومشروعات الحكومات العربية، مقابل محاولات تلميع الفكر الإرهابي، ورموز الإرهاب الدولي، بهدف نشر أفكار الإحباط في أوساط الشباب العربي ومجتمعات المنطقة. مشاركة وهمية وأظهرت تقارير تقنية أن الحسابات الوهمية تعمل في خدمة شخصيات باعت أوطانها من أجل المال، فما يلبث الشخص الخائن أن ينشر رسالة أو تدوينة على مواقع التواصل، حتى تتقاذفها الآلاف من الحسابات التابعة للجان «الحمدين»، لتصوير كثرة التفاعل الوهمي على أنه تأييد شعبي للفكرة التي تم نشرها، بغية بث الإساءات وسلوكيات الكراهية، وتدمير ثقة المواطن العربي بنفسه وأمته. Your browser does not support the video tag.