أكد الكاتب والمؤرخ نايف الوسمي أن المجتمع السعودي مازال يفضل الطريقة التقليدية لمعرفة بدء شهر رمضان، وهي الطريقة التشويقية التي تعتمد على رصد الهلال، آخر أيام شعبان معيدا إلى الاذهان أن الآباء والأجداد كانوا يطلقون اسم (القريش) على اليوم الذي يسبق دخول الشهر وكان من أهم العادات في ذلك الحين "فك الريق" بالإفطار على تمر من (الجصة) يوضع في إناء من الخوص يسمى (المْطعَم) وماء أو (مريس الأقط) مع التمر، أو بتناول التمر والرطب والماء واللبن الرائب، والحليب والنظير والزبد محضرا مع القهوة والتمر في الإفطار الأول، ثم تأدية صلاة المغرب وبعدها العودة لتناول طعام خفيف مثل الشوربة والعصيدة والجريش والقرصان و(المرقوق) وقد يخالطها قليل من اللحم أو القفر (اللحم المجفف) و(المصابيب) و(الحنيني) والدخن وغيرها، وفي مطلع العقدين الماضيين من القرن الماضي، تغيرت مائدة الإفطار فأصبح الأهالي يقدمون اللقيمات وشراب التوت المنعش اللذيذ الذي يبعد لهيب العطش بطعمه الحلو المميز، والسمبوسة والشوربة والشعيرية، كما ضمت سفرة العشاء المكرونة وعرفت الموائد الحلا، وتحديداً (التطلي)، كذلك امتزجت موائد العشاء بالترفيه والفكاهة، حيث يأتي المسلسل الإذاعي (أم حديجان) الذي كان يقدم في إذاعة الرياض قبل عدة عقود بعدها تشرب القهوة أو الشاي ثم يستعد لأداء صلاة التراويح سوياً، وبعد صلاة العشاء والتروايح يتدارس القرآن، وأوضح الوسمي ل(الرياض) أن آباءنا كانوا في الماضي يجدون صعوبة جداً في الإعلان عن دخول الشهر الذي كان يتم عادة بواسطة البرقية المبلغة رسمياً لأمير البلدة أو القاضي، لتنطلق بعدها أصوات الأذان وأصوات المدفع فرحاً بدخول الشهر، ويخرج الناس إلى المزارع القريبة وهم يطرقون على التنك (علب الصفيح الكبيرة) لإبلاغ السكان بقدوم الشهر الفضيل، وإرسال المناديب لإبلاغ البوادي والقرى المجاورة، ومن أساليب الإبلاغ كذلك إطلاق الرصاص من (البنادق) فرحاً بدخول شهر رمضان وإسماع أهالي المناطق البعيدة بذلك، وأبان الوسمي حماس الناس في ذلك الوقت على عمل الخير كما هو في إقامة موائد إفطار بالقرب من المساجد، وتوزيع وجبات الإفطار الخفيفة في الطرقات، كما كانت تنتشر موائد الإفطار في ساحات المزارع، ومن أمثلة ذلك أهالي الدرعية حيث كانوا يقطفون التمور من النخيل التي في باحات المساجد لتجهيز مائدة الإفطار، بعد أن كان أجدادهم يقطفونها من ساحات المزارع، التي تشتهر هذه المحافظة بكثرتها، وقد تتخلل تلك جلسات الإفطار قرب المنازل ممارسة بعض الألعاب الشعبية، مثل: (الغميمة) و (عظيم ساري)، وغيرها، ومن الألعاب الحديثة لعبة (الكيرم)، وهي اللعبة المفضلة لجميع أفراد الأسرة صغاراً وكباراً، ولعبة (الضومنة)، ما حلاها من ليال مليئة بالسمر والعادات والتقاليد الجميلة. اللقيمات الأولى في أطباقنا القديمة ومازالت الأطفال في ملابسهم التقليدية الكاتب والمؤرخ نايف الوسمي Your browser does not support the video tag.